وفي نهاية ابن كثير: 8 / 52: (فقطع رأسه فبعث به إلى معاوية، فطيف به في الشام وغيرها فكان أول رأس طيف به. ثم بعث معاوية برأسه إلى زوجته آمنة بنت الشريد وكانت في سجنه، فألقي في حجرها، فوضعت كفها على جبينه ولثمت فمه وقالت: غيبتموه عني طويلا، ثم أهديتموه إلي قتيلا، فأهلا بها من هديه، غير قالية ولا مقلية). انتهى.
وقال ابن طيفور في بلاغات النساء / 59: (فلما أتى معاوية الرسول بالرأس بعث به إلى آمنة في السجن، وقال للحرسي: إحفظ ما تتكلم به حتى تؤديه إلي واطرح الرأس في حجرها! ففعل هذا فارتاعت له ساعة، ثم وضعت يدها رأسها وقالت: واحزنا لصغره في دار هوان، وضيق من ضيمة سلطان! نفيتموه عني طويلا، وأهديتموه إلي قتيلا! فأهلا وسهلا بمن كنت له غير قالية، وأنا له اليوم غير ناسيه! إرجع به أيها الرسول إلى معاوية فقل له ولا تطوه دونه: أيتم الله ولدك، وأوحش منك أهلك، ولا غفر لك ذنبك! فرجع الرسول إلى معاوية فأخبره بما قالت، فأرسل إليها فأتته وعنده نفر فيهم أياس بن حسل أخو مالك بن حسل، وكان في شدقيه نتوء عن فيه لعظم كان في لسانه، وثقل إذا تكلم! فقال لها معاوية: أأنت يا عدوة الله صاحبة الكلام الذي بلغني؟ قالت:
نعم غير نازعة ولا معتذرة منه ولا منكرة له، فلعمري لقد اجتهدت في الدعاء إن نفع الإجتهاد، وإن الحق لمن وراء العباد، وما بلغت شيئا من جزائك! وإن الله بالنقمة من ورائك! فأعرض عنها معاوية، فقال أياس: أقتل هذه يا أمير المؤمنين، فوالله ما كان زوجها أحق بالقتل منها! فالتفتت إليه فلما رأته ناتئ الشدقين ثقيل اللسان قالت: تبا لك! ويلك بين لحيتيك كجثمان الضفدع، ثم أنت تدعوه إلى قتلي كما قتل زوجي بالأمس! إن تريد إلا أن تكون جبارا في