آلاف! وفي هذه الغزوة ظهرت نوايا فراعنة قريش كما يسميهم القرآن، فرتبوا عدة محاولات لاغتيال النبي صلى الله عليه وآله أفشلها الله تعالى!
وكان أول غدرهم أن تآمروا مع هوازن أن ينهزموا من أول مناوشة ليوقعوا الهزيمة بجيش النبي صلى الله عليه وآله! وفعلوا ذلك أمام كمين لهوازن في منحدر وادي حنين، فثبت النبي صلى الله عليه وآله وبنو هاشم، وهرب زعماء قريش مع جنودهم من المعركة، وجلسوا يسخرون من النبي صلى الله عليه وآله ويتباشرون بهزيمته، أو قتله!
قال ابن هشام: 4 / 894: (فقال أبو سفيان بن حرب: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر! وإن الأزلام لمعه في كنانته! وصرخ جبلة بن الحنبل... ألا بطل السحر اليوم! فقال له صفوان: أسكت فض الله فاك، فوالله لأن يربني رجل من قريش أحب إلى من أن يربني رجل من هوازن). انتهى.
ومعنى قوله: (وإن الأزلام لمعه في كنانته) أن أبا سفيان كان ما زال وثنيا يحمل أصنامه في جعبته التي ترافقه! وأن سهيل بن عمرو زعيم قريش الجديد، لم ينتقد وثنية أبي سفيان، ولا جبلة الذي ردد مقولة قريش في أن محمدا ساحر، وأن بني عبد المطلب بيت سحر! لكنه مع ذلك يتمنى لهوازن انتصارا محدودا، لا كاسحا، لأنه يفضل حكم قرشي ساحر! على حكم بدوي نجدي من هوازن!
وبعد انتصار النبي صلى الله عليه وآله في حنين، طبق مع زعماء قريش سياسة المؤلفة قلوبهم عسى أن يحسن المال تفكيرهم فيرون الحق! فكانت حصة أبي سفيان وافرة: (فأعطى أبا سفيان بن حرب مائة بعير، وأعطى ابنه معاوية مائة بعير، وأعطى حكيم بن حزام مائة بعير، وأعطى النضير بن الحارث بن كلدة بن علقمة أخا بني عبد الدار مائة بعير، وأعطى العلاء بن حارثة الثقفي حليف بني زهرة مائة بعير، وأعطى الحارث بن هشام مائة بعير، وأعطى صفوان بن أمية مائة بعير،