وقد عقد الشيخ الأزهري محمود أبو رية في كتابه أضواء على السنة المحمدية / 157، فصلا بعنوان: (من مكر وكيد كعب) أورد فيه عددا من فعالياته.
وروى نعيم ابن حماد المتوفى سنة 227 وهو من الأئمة عندهم في كتابه (الفتن) / 64 وبعدها، عدة روايات عن كعب بأن الخلافة بعد عثمان ستكون لمعاوية! منها ما تقدم من الطبري، ومنها: (عن كعب قال: سألت يشوع عن ملوك هذه الأمة بعد نبيها، وذلك قبل أن يستخلف عمر، فقال: بعد عمر الأمين، يعني عثمان، ثم رأس الملوك يعني معاوية.... وعن العقيلي مؤذن عمر عن عمر أنه سأل أسقفا من الأساقفة وأنا حاضر: من بعده؟ فقال: رجل ليس به بأس يؤثر أقرباءه! فقال عمر: رحم الله عثمان رحم الله عثمان)!! انتهى.
* * كما رووا أن معاوية طلب من عثمان أن ينقل عاصمة الخلافة إلى الشام! ومعناه أن يكون ضيفا لمعاوية ويرتب له الأمر بعده، كما فعل أبو بكر لعمر!
وقد أشاع كعب أن عاصمة هذا النبي صلى الله عليه وآله في الشام لا في المدينة أو العراق! ففي سنن الدارمي: 1 / 4: (عن أبي صالح قال قال كعب: نجده مكتوبا: محمد رسول الله، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر.... ومولده بمكة، ومهاجره بطيبة، وملكه بالشام). انتهى.
وقوله: (وملكه بالشام) زيادة منه، لم تروها مصادر الشيعة، ولا بعض مصادر السنة كالبخاري (3 / 21). قال في فتح الباري: 8 / 450: (زاد في رواية كعب: مولده بمكة ومهاجره طيبة وملكه بالشام). انتهى. فهي زيادة يهودية غرضها أن تكون الخلافة لأحبائهم بني أمية! ويكون مركزها في منطقة يكثر فيه اليهود! بعيدا عن الحجاز والعراق، لأن أهلها لا يحبونهم كأهل الشام!
وذكر ابن قيم سبب هذه الزيادة متبجحا بالشام فقال في هداية الحيارى / 94: