صدقات قومه، ومات الرسول وهو على إمارته، فلما توفي النبي أمسك الصدقة ووزعها على قومه وقال:
فقلت خذوا أموالكم غير خائف * ولا ناظر في ما يجئ من الغد فإن قام بالدين المخوف قائم * أطعنا وقلنا الدين دين محمد فغزاه خالد بن الوليد، وقال له ولقومه: ضعوا السلاح فوضعوا سلاحهم، وقالوا لخالد نحن مسلمون. وفي وفيات الأعيان وفوات الوفيات وتاريخ أبي الفداء وابن شحنة: أن مالك قال لخالد: يا خالد ابعثنا لأبي بكر فيكون هو الذي يحكم بنا وفينا، فإنك بعثت إليه غيرنا من جرمه أكبر من جرمنا! فقال خالد: لا أقالني الله إن لم أقتلك! ثم أمر ضرار بن الأزور ليضرب عنقه! فقال مالك: أنا على الإسلام! فقال خالد: يا ضرار اضرب عنقه! وتزوج خالد امرأة مالك بن نويرة بنفس الليلة! وفي رواية الطبري عن عبد الرحمن بن أبي بكر: فلما بلغ عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر، وقال عمر: (عدو الله، عدا على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امرأته! فلما أقبل خالد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من لأمته وحطمها، ثم قال: أرياء قتلت امرءا مسلما ثم نزوت على امرأته! والله لأرجمنك بأحجارك! فدخل خالد فاعتذر لأبي بكر فقبل عذره، واعتبر خالد مجتهدا ومأجورا لأنه قتل صاحب رسول الله وأميره! أما مالك فلا أجر له مع أنه صحابي لأن قاتله خالد بن الوليد من أهل الطاعة!... قال ابن تيمية في منهاج السنة: 3 / 19: وأكثر هذه الأمور لهم فيها معاذير تخرجها عن أن تكون ذنوبا وتجعلها من موارد الإجتهاد التي إن أصاب المجتهد فيها فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد!
وقال ابن حزم في المحلى وابن التركماني في الجوهر النقي: (لا خلاف بين أحد من الأمة بأن عبد الرحمن بن ملجم لم يقتل عليا إلا متأولا مجتهدا، مقدرا أنه