فلم يرد عليه جوابا، فذهب إلى بيت علي وفاطمة عليهما السلام وكلمهما أن يجيرا بين المسلمين وقريش فلم يقبلا، فرجع خائبا وقد احتفظ النبي صلى الله عليه وآله بحقه في الرد على قريش، وأخذ يتجهز لفتح مكة. قال ابن هشام السيرة النبوية: 4 / 855: (ثم خرج فدخل على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، وعنده فاطمة بنت رسول الله (ص) ورضي عنها، وعندها حسن بن علي غلام يدب بين يديها، فقال: يا علي إنك أمس القوم بي رحما، وإني قد جئت في حاجة فلا أرجعن كما جئت خائبا، فاشفع لي إلى رسول الله، فقال: ويحك يا أبا سفيان! والله لقد عزم رسول الله على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه. فالتفت إلى فاطمة فقال: يا بنت محمد، هل لك أن تأمري بنيك هذا فيجير بين الناس، فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر؟ قالت: والله ما بلغ ابني ذاك أن يجير بين الناس، وما يجير أحد على رسول الله! قال: يا أبا الحسن، إني أرى الأمور قد اشتدت علي فانصحني! قال: والله ما أعلم لك شيئا يغني عنك شيئا، ولكنك سيد بني كنانة، فقم فأجر بين الناس ثم الحق بأرضك، قال: أو ترى ذلك مغنيا عني شيئا؟ قال: لا والله ما أظنه ولكني لا أجد لك غير ذلك. فقام أبو سفيان في المسجد، فقال: أيها الناس، إني قد أجرت بين الناس، ثم ركب بعيره فانطلق).
وفي الإرشاد للمفيد رحمه الله: 1 / 132: (قال لها: يا بنت محمد هل لك أن تأمري ابنيك أن يجيرا بين الناس فيكونا سيدي العرب إلى آخر الدهر. فقالت: ما بلغ ابناي أن يجيرا بين الناس، وما يجير أحد على رسول الله صلى الله عليه وآله). انتهى.
ويفهم من مصنف ابن أبي شيبة: 7 / 694، أن أبا سفيان كلم الحسن والحسين عليهما السلام ليأخذ من أحدهما مجرد كلمة: (أجرنا بين العرب)!
وفي شرح النهج: 17 / 263: (قال: أجيري بين الناس، فقالت: إنما أنا امرأة، قال: