وروى المؤرخون والمحدثون أن كعب الأحبار كان يبشر في خلافة عثمان بخلافة معاوية، وهذا يدل على علاقة اليهود الخاصة بآل أبي سفيان! فعندما تفاقمت شكوى الأمصار من ظلم الولاة دعا عثمان ولاته إلى اجتماع في موسم الحج لمعالجة ذلك، فكان كعب الأحبار يقول مبشرا بخلافة معاوية: (وهو يسير خلف عثمان: الأمير والله بعده صاحب البغلة! وأشار إلى معاوية! فبلغ ذلك معاوية فأتاه فقال يا أبا إسحاق تقول هذا وهاهنا علي والزبير وأصحاب محمد (ص)؟! قال: أنت صاحبها)! (الطبري في تاريخه: 3 / 379، وتاريخ دمشق: 39 / 123 و 176 و 305، وجواهر المطالب لابن الدمشقي: 2 / 183، وسنن الداني: 1 / 117 و 127، وابن أبي شيبة: 8 / 586، ونسخة وكيع / 91، وأنساب الأشراف للبلاذري / 1422، وسير أعلام النبلاء: 3 / 136، ونهاية ابن كثير: 8 / 136، والسنة للخلال: 1 / 281 و: 2 / 457، وصححه، والتدوين في أخبار قزوين: 3 / 48، والخصائص للسيوطي: 1 / 55، وتاريخ الخلفاء 153، والنزاع والتخاصم للمقريزي / 82، وسبل الهدى للصالحي: 10 / 281، و: 11 / 283، والغدير: 9 / 222، وكامل ابن الأثير: 3 / 48، والصواعق لابن حجر: 2 / 629).
ونص عدد من هذه المصادر على صحته، وذكر بعضها أن الحادي كان يقول:
إن الأمير بعده علي * وفي الزبير خلف رضي فقال له كعب: كذبت! بل هو صاحب البغلة الشهباء، يعني معاوية).
وفي تاريخ دمشق: 50 / 169 عن روح بن زنباع قال: شهدت كعبا جاء إلى معاوية فقام على باب الفسطاط فناداه: يا معاوية يا معاوية يا معاوية! فخرج إليه فأخذ بيده فانطلقا جميعا! فقلت لأمر ما جاء كعب يدعو معاوية! فاتبعت آثارهما فلما كنت قريبا منهما حيث أسمع كلامهما ولا أحب أن يرياني، سمعت كعبا يقول: يا معاوية والذي نفسي بيده إن في كتاب الله المنزل: محمد أحمد، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان الأمين! فالله الله يا معاوية في أمر هذه الأمة. ثم ناداه الثانية إن في كتاب الله المنزل، ثم أعاد الثالثة!!). انتهى.