كل الخط الفكري والعملي لعمار وأنه حق يؤدي إلى الجنة، وكل الخط الفكري والعملي لمعاوية وأنه باطل يؤدي إلى النار! لكن ابن تيمية حصر قول النبي صلى الله عليه وآله (ويدعونه إلى النار) بدعوتهم عمارا إلى قتال علي عليه السلام! مع أنهم لم يدعوه إلى قتال علي عليه السلام! ولو صح حصر دعوتهم بذلك للزم حصر (يدعوهم إلى الجنة) بدعوة عمار لهم إلى قتال معاوية! فيكون المعنى: أن من يدعو إلى قتال علي يدعو إلى النار، ومن يدعو إلى قتال معاوية وقتله يدعو إلى الجنة! فماذا يكون حال معاوية الذي جعل الله جنته لمن قاتله وقتله؟!
ثم أمعن ابن تيمية خطوة أخرى ليبطل معنى الحديث كليا! فزعم أنه يوجد للعلماء قولان فيمن دعا إلى قتال علي عليه السلام: أنه داع إلى النار، وأنه باغ بلا تأويل! وقال: (وهو أصح القولين لأصحابنا)! يقصد أن بعض علماء السنة قالوا إن معاوية باغ بلا تأويل، أما هو فيقول إن معاوية باغ بتأويل، فهو عنده مجتهد في الدعوة إلى قتال علي عليه السلام، وله أجره على ذلك عند الله تعالى!!
قال في منهاج سنته: 1 / 538: (وهؤلاء أيضا يجعلون معاوية مجتهدا مصيبا في قتاله كما أن عليا مصيب، وهذا قول طائفة من الفقهاء من أصحاب أحمد وغيرهم، ذكره أبو عبد الله بن حامد، ذكر لأصحاب أحمد في المقتتلين يوم الجمل وصفين ثلاثة أوجه أحدها: كلاهما مصيب، والثاني المصيب واحد لا بعينه، والثالث أن عليا هو المصيب ومن خالفه مخطئ. والمنصوص عن أحمد وأئمة السلف، أنه لا يذم أحدا منهم، وأن عليا أولى بالحق من غيره). انتهى.
وهكذا صار معنى قول النبي صلى الله عليه وآله إن معاوية يدعو إلى النار: أنه يدعو إليها بحسن نية، فهو مجتهد مأجور في دعوته إلى جهنم، وله ثواب عليه!!
فانظر إلى هذه الشيطنة! كيف يدافعون عن شخص حكم عليه النبي صلى الله عليه وآله بأنه