الميم النبيذ وقال مزج الميم بماء الضحل النون السمك والدواة أيضا الهاء اللطمة في خد الظبي قال بعضهم:
كان خديه وقد لثمته * هاء غزال يافع لطمته الواو البعير ذو السنام قال الشاعر:
وكم مجتد أغنيته بعد فقره * فأب بواو جمة وسوام الياء النار التمام ظ قال الشاعر:
تيممت ذاك الحي حتى رأيتها * بعيني كبدر طالع ليلة الياء الكلام على كتاب العين في الرياض كتاب العين في اللغة كتاب معروف متداول إلى الآن وهو داخل في ماخذ كتاب البحار للأستاذ المجلسي اه وكان في خزانة الخلفاء العلويين المصريين عدة نسخ منه إحداها بخط الخليل بن أحمد. وعن ابن دريد في أول الجمهرة انه قال ألف أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد كتاب العين فأتعب من تصدي لغايته وعنى من سما إلى نهايته فالمنصف بالقلب معترف والمعاند متكلف وكل من بعده تبع له أقر بذلك أم جحد ولكنه ألف كتابه بفهمه الثاقب وذكاء فطنته لتضئ أذهان أهل دهره وفي كشف الظنون قال السيوطي في المزهر هو أول من ألف فيها أي اللغة وقال الامام فخر الدين أصل الكتب في اللغة كتاب العين اه والأصل في تأليفه كتاب العين أن لغة العرب لم تكن مدونة قبل الخليل فأداه ثاقب فكره أن يجمعها ويأتي بما لم يسبقه إليه غيره كما أتى بمثل ذلك في أوزان الشعر وعلم العروض فاعمل فكره في ذلك ونجح في عمله فجمع مهمل اللغة ومستعملها بمقتضى القسمة العقيلة ولم يغادر شكلا من أشكال الحروف ملتئمة ومفترقة الا أحصاه واتى عليه وبين ما يتصف به من اهمال واستعمال وابتدأ كتابه بالحروف على حسب مخارجها فابتدأ بحروف الحلق وابتدأ منها بالعين لأنها تخرج من أقصى الحلق ولذلك سمى كتابه العين ثم بما يليها من حروف الحلق على ترتيب الخروج ثم بما يخرج من أقصى اللسان ثم من وسطه ثم من طرفه ثم من الشفتين ثم صنف بعده الأزهري كتاب التهذيب وابن سيده كتاب المحكم على ما يشبه ترتيبه من بعض الوجوه ثم ألف الجوهري الصحاح على ترتيب أسهل مراعيا ترتيب الحروف الهجائية في أول الكلمة وآخرها وتبعه الناس على ذلك. واستغنى الناس بهذه الكتب عن كتاب العين ولكن الفضل للمتقدم وبقي الذكر لعمله هذا خالدا خلود الدهر وفي الرياض عن الأزهري في أول تهذيبه: لم أر خلافا بين أهل المعرفة وطلبة هذا العلم ان التأسيس الأول في كتاب العين لأبي عبد الرحمن خليل بن أحمد وان ابن المظفر أكمل الكتاب عليه بعد تلقنه إياه عنه وعلمت أنه لم يتقدم أحد الخليل فيما أسسه ورسمه قال الليث بن المظفر (1) لما أراد الخليل بن أحمد الابتداء بكتاب العين أعمل فكره فيه فلم يمكنه ان يبتدئ به من أول ا ب ت ث لأن الألف حرف معتل فلما فاته أول الحروف كره ان يجعل الثاني أولا وهو الباء الا بحجة وبعد استقصاء وتدبر نظر إلى الحروف كلها فذاقها فوجد مخرج الكلام كله من الحلق فصير أولاها بالابتداء به ادخلها في الحلق وكان إذا أراد ان يذوق الحرف فتح فاه بألف ثم أظهر الحرف نحو ات أخ. أع فوجد العين أقصاها في الحلق وأدلمها فجعل أول الكتابة العين ثم ما قرب مخرجه منها بعد العين الأرفع فالأرفع حتى اتى على آخر الحروف قال وقلب الخليل الحروف عن موضعها على قدر مخرجها من الحلق وهذا تأليفه ع ح ه خ ع ق ك ج ش ص ض س ط ز د ت ظ ذ ث ر ل ن ف ب م و ا ي اه الرياض فهذه ثمانية وعشرون حرفا باسقاط الألف المعتلة مع أنها من الحروف والاقتصار على الهمزة وفي كشف الظنون نظم أبو الفرج سلمة بن عبد الله المغافري في ترتيب الخليل أبياتها منها:
العين والحاء ثم الهاء والخاء * والغين والقاف ثم الكاف أكفاء والجيم والشين ثم الصاد يتبعها * ضاد وسين وزاي بعدها طاء والدال أيضا بها كالتاء متصل * بالظاء ذال وثاء بعدها راء واللام والنون ثم الفاء والباء * والميم والواو والمهموز والياء اه وقد جعل صاحب الرياض وصاحب هذه الأبيات آخر الحروف الهمزة ثم الياء المثناة التحتية وجعلا الباء الموحدة قبل الميم كما في نسخة الرياض المخطوطة التي عندي ونسخة كشف الظنون المطبوعة ويوشك ان يكون الصواب الهمزة ثم الباء الموحدة أما الهمزة فكان حقها ان تجعل أول الحروف لأنها من أقصى الحلق كما يأتي لكنه حيث ابتدأ بالعين جعل الهمزة قبل آخر الحروف واما الباء الموحدة فلان مخرجها آخر المخارج وهو الشفة وتحصل باطباق الشفتين واما الياء المثناة التحتية فكان اللازم جعلها قبل الكاف فان ذلك كله هو الموافق لترتيبه الحروف بحسب ترتيب المخارج وفي الرياض: قال الخليل كلام العرب مبني على أربعة أوجه على الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي قال: والظاهر من هذه الجملة انه بسبب كون أوله حرف العين سمي الكتاب بالعين من الخليل نفسه أو ممن جاء بعده اه أقول فسمي باسم باب منه كما سمي ديوان الحماسة باسم باب منه وفي كشف الظنون قال أبو طالب المفضل بن سلمة الكوفي ذكر صاحب العين انه بدأ بحرف العين لأنها أقصى الحروف مخرجا والذي ذكره سيبويه ان الهمزة أقصى الحروف مخرجا. ولو قال بدأت بالعين لأنها أكثر في الكلام وأشد اختلاطا بالحروف لكان أولى اه أقول الصواب ان أقصى الحروف مخرجا هي الهمزة كما قاله سيبويه فان مخرجها أقصى الحلق كما يظهر بالوجدان ولذلك جعلوا حروف الحلق أه ع ح ع خ مرتبة بحسب المخرج اما الألف أحد حروف العلة فحرف هوائي لا يمكن النطق به وحده ولذلك جعلوها مع اللام فقالوا لام ألف وعدوا الحروف الهجائية 29 حرفا وهو الصواب والهمزة حرف صحيح ولذلك بطل تعليل الليث عدم ابتدائه بالألف لأنه حرف معتل كما مر فان هذا التعليل صحيح في الألف لا في الهمزة.
اعداد الكلمات التي في كتاب العين قال السيوطي في بغية الوعاة بدأ الخليل بسباق مخارج الحروف ثم باحصاء أبنية الاشخاص وأمثلة احداث الأسماء فذكر ان مبلغ عدد أبنية كلام العرب المستعمل والمهمل على مراتبها الأربع من الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي من غير تكرير اثنا عشر ألف ألف وثلاثمائة ألف وخمسة