وقال هذا كلام الخليل ثلاثا اه. ومن ذلك يعلم ما كان لكتاب العين من الشهرة والرغبة في ذلك الزمان والخمسون دينارا تزيد على خمسة وعشرين ليرة عثمانية ذهبية في هذا الزمان.
مخطوطات العين قال عبد الله درويش:
لم يكتنف الغموض مخطوطا من المخطوطات كما اكتنف مخطوطة العين التي ضاع خيط الأمل في العثور عليها وشاء سوء الطالع الا تحتفظ بها إحدى دور الكتب الرسمية في العالم العربي أو الأقسام الشرقية في مكتبات أوروبا، حتى أن دائرة المعارف الاسلامية اعتبرته مفقودا لا يوجد الا مختصره. وقد ذهب هذا المذهب أيضا بروكلمان. وتبعهما كثير من العلماء المحدثين ممن خاضوا في هذه المسألة اتكالا على دقة بروكلمان واستقصاء دائرة المعارف الاسلامية.
ولكني حين تعرضت للبحث عن هذه المسألة لم أفقد الأمل في العثور على نسخة مخطوطة لكتاب العين.
ويشاء الحظ ان يسافر من لندن إلى بغداد المستشرق البروفسور الفريد جيوم ليحضر دورة المجمع اللغوي هناك فيعثر في مكتبة مديرية الآثار على نسخة كاملة بخط الشيخ محمد السماوي. نسخت عام 1936 م في ثمانمائة صحيفة من القطع الكبير بكل صحيفة خمسة وعشرون سطرا، وبخط فارسي واضح. وقد صورت النسخة على مايكروفيلم أودع في مكتبة معهد الدراسات الشرقية... بلندن. وعنه احتفظت بنسخة خاصة لنفسي.
وفي أغسطس آب 1945 في مدينة كامبردج عقد مؤتمر المستشرقين الثالث والعشرون، القيت فيه بحثا عن اكتشاف مخطوطة العين.
وبطريق المصادفة كان بين المستمعين المستشرق الألماني، الأستاذ كريمر رئيس القسم العربي بجامعة توبنجن فقال إن مكتبة الجامعة تحتفظ بنسخة من الكتاب نقلها من العراق المستشرق الألماني ريتر وكانت محفوظة في مكتبة برلين ثم نقلت أثناء الحرب الكبرى ضمن الكتب العربية كلها إلى توبنجن خوفا عليها من الغارات وقد تفضل الأستاذ كريمر فتبادل معي النسخ. وهذه النسخة الألمانية تقع في 850 صحيفة وفي آخرها انها نسخت عام 1926 م عن نسخة في الكاظمية عند آل الصدر.
أبيات في جماعة نسب إليهم السرقة من كتاب العين في معجم الأدباء وجدت على ظهر جزء من كتاب التهذيب لأبي منصور الأزهري:
ابن دريد بقره * وفيه عجب وشره ويدعي بجهله * وضع كتاب الجمهره وهو كتاب العين * الا انه قد غيره الأزهري وزغه * وحمقه حمق دغه (1) ويدعي بجهله * كتاب تهذيب اللغة وهو كتاب العين * الا انه قد صبغه في الخارزنجي بله * وفيه حمق ووله ويدعي بجهله * وضع كتاب التكملة وهو كتاب العين * الا انه قد نقله تعريفه الأقواء والأكفاء والايطاء في خاص الخاص قال الخليل: الأقواء ان يكون بعض القوافي مرفوعا وبعضها منصوبا وبعضها مخفوضا. والأكفاء ان يكون بعض القوافي على حرف وبعضها على حرف آخر. والايطاء إعادة القافية من غير اختلاف المعنى قال يزيد بن حرب الضبي يهجو خفض بن وبرة وقد لحن مرقشا في شعر له:
تتبع لحنا في كلام مرقش * وخلقك مبني على اللحن أجمع فعينك اقواء وانفك مكفء * ووجهك ايطاء وأنت المرقع روايته الحديث في بغية الوعاة أسندنا حديثه في الطبقات الكبرى وتكرر في جمع الجوامع.
ما أثر عنه من الكلام في الحكم وغيرها قال لا تماش من لا يساويك ولا تجالس من لا يشتهيك ولا تتكلم فيما لا يعنيك ولا تغضب على من لا يرضيك ولا تشك الفقر لمن لا يغنيك.
ومن كلامه لا يصل أحد من النحو إلى ما يحتاج إليه الا بعد معرفة ما لا يحتاج إليه ومن كلامه في علي ع استغناؤه عن الكل واحتياج الكل إليه دليل انه امام الكل وقال من نم لك نم عليك ومن أخبرك بخبر غيرك أخبر غيرك بخبرك وفي ذل المذيل بسنده عن الخليل بن أحمد صاحب النحو أنه قال إذا نسخ الكتاب ثلاث مرات ولم يعارض تحول بالفارسية قال أبو يعقوب يعني يكثر سقطه. وفي خاص الخاص للثعالبي قال اليزيدي دخلت يوما إلى الخليل فوجدته قاعدا على طنفسة فكرهت التضييق عليه فقال لي يا أبا محمد إلي فان سم الخياط لا يضيق على متصادقين والدنيا لا تسع متعاديين وقال: العزلة توقي العرض، وتبقي الجلالة وتستر الفاقة، وترفع مؤونة المكافاة في الحقوق اللازمة. ومن كلامه لا يعلم الإنسان خطا من علمه حتى يجالس غيره. وفي بغية الوعاة: من كلامه ثلاثة تنسي المصائب مر الليالي والمرأة الحسناء ومحادثات الرجال. وفي أحياء العلوم كان الخليل بن أحمد يقول اللهم اجعلني عندك من أرفع خلقك واجعلني عند نفسي من أوضع خلقك واجعلني عند الناس من أوسط خلقك وعن محاضرات الراغب أنه قال العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك ثم أنت في اعطائه إياك بعضه مع اعطائك إياه كلك على خطر وقال: أصفى ما يكون ذهن الإنسان وقت السحر. أكمل ما يكون الإنسان عقلا وذهنا إذا بلغ أربعين سنة وهي السن التي بعث الله فيها رسول الله ص وكان يقول كما مر ان لم تكن هذه الطائفة اي الزهاد أو العلماء أولياء الله فليس لله ولي وقال اني لأغلق علي بأبي فما يجاوزه همي حكاه النصر وقال النضر قيل للخليل أمؤمن أنت قال لا أقوله أخاف ان يكون تزكية اه وهذا غاية الورع. وقال إذا رأيت من هو أعلى مني فذاك أول يوم استفادتي وإذا رأيت