بقيامك وقعودك فاني لم أر أهل هذه البلاد يفعلون مثلما تفعل؟ فقال له: ما عليك مني امض لشأنك فاقسم عليه ان يخبره، فقال اني أصلي لله رب العالمين الصلاة المفروضة التي افترضها الله ورسوله على العباد واما أهل بلادك هؤلاء فهم على ضلالة وان الرب هو الله ومحمد ص رسوله وعلي خليفته من بعده وهو الامام المفترض الطاعة بأمر الله ورسوله وانما هو عبد اصطفاه الله وأكرمه وقتل في سبيله قتله ابن ملجم فشكرته وقلت قد ابنت لي ما كنت اطلب بيانه فقال لي أين مقرك فقلت بموضع كذا ثم اني رجعت إلى أبي السيد حيدر وسألته ان يرخصني بان أصلي فرخصني وقال أنت وشأنك ولا أمنعك من ذلك ورأيت في وجهه البشر والاستحسان لفعلي فتجاسرت عليه وقلت يا والدي إذا رضيت لي بذلك لم لا تفعله أنت فقال لا عليك مني وماذا تريد بهذا السؤال فسكت عنه احتشاما ورعاية لحقه ولعله كان في الباطن مسلما يخفي اسلامه للمصلحة كما كان أبو طالب يخفي اسلامه للمصلحة في نفع رسول الله ص وأظن ذلك منه ولم أتحققه لان الباعث على اخفائه اسلامه كونه أكبر القوم ولم يكن في زمانه من أولاد المحسن من هو حي فهم يرجعون إليه في أمورهم وان كان الحاكم غيره منهم فرجعت إلى الشيخ المذكور فرحا بما رخصني به أبي وأخبرته بما صار لي معه من الكلام فسر بذلك فصرت أتردد عليه حتى تعلمت منه معرفة الله تعالى ومعرفة واجبات الطهارة والصلاة والصوم فتبعني اخوتي على اسلامي واسلم أهل بيتنا والاتباع والخدام وصرنا معروفين بين قبائل المشعشعيين بهذا الدين فلما وفق الله تعالى لاستيلائنا على هذا الامر يعني الامارة وانتزاعه من بني عمنا أعني آل سجاد وآل فلاح لم يكن لي هم الا رجوع الناس والأقوام من الكفر إلى الاسلام بالسيف واللسان وبذل المال فصرت أدعو قبيله قبيلة إلى الاسلام فمن أطاع أنعمت عليه ومن أبى قتلته حتى وفق الله في أيام قليلة لان رجع الناس إلى الاسلام وحسن اسلامهم وزال الكفر وأهله.
قال حفيده السيد علي خان الناقل لهذا الكلام ثم انه شرع ببناء المساجد والمدارس وهرعت إليه العلماء وطلبة العلم من البلدان وجاوروه وانتفعوا به ونفعهم فجزاه الله عنا وعن المسلمين كل خير وجمعنا وإياه في مستقر رحمته انه كريم رحيم ومآثره ومناقبه لا تعد ولا تحصى فكانت له الأسوة بجده إبراهيم لتبصره بالدين كتبصر إبراهيم وبجده رسول الله ص لقتاله المشركين حتى اتوه طائعين مذعنين.
أقوال العلماء فيه في أمل الآمل: السيد الجليل خلف بن مطلب بن حيدر الموسوي المشعشعي الحويزي حاكم الحويزة كان عالما فاضلا محققا جليل القدر شاعرا أديبا من المعاصرين لشيخنا البهائي. وفي رياض العلماء: السيد الجليل المولى خلف ابن السيد عبد المطلب بن حيدر بن المحسن بن محمد الملقب بالمهدي الموسوي الحسيني المشعشعي الحويزي الحاكم بالحويزة الفاضل العالم الشاعر المعروف بالمولى خلف وكان له ميل إلى التصوف وهو جد ولاة الحويزة المعروفين بالموالي وولده السيد علي خان أيضا من العلماء والأكابر اه. ووالده السيد عبد المطلب كان من أكابر فضلاء عصره وبامره كتب الشيخ حسن بن محمد الاسترآبادي شرحا على فصول الخواجة نصير الدين. وفي الطليعة كان فاضلا وصنف كتبا مفيدة وكان أديبا شاعرا واجتمع بالشيخ البهائي في فارس وبالميرزا محمد الاسترآبادي صاحب كتاب الرجال في الحجاز وأضر في آخر عمره. وقال ولده السيد علي خان في رسالته المتقدم إليها الإشارة: كان زاهدا مرتاضا يأكل الجشب ويلبس الخشن مع أنه كان واليا اقتداء بسيرة آبائه ع وكانت عبادته يضرب بها المثل حتى أنه لما كان بصره سالما كان أكثر ليالي الجمع يختم بها القرآن ولا تفوته النوافل وكان كثير الصيام لم يفته ذلك في سنة من السنين الا انه كان تارة يصوم رجب ويفطر في شعبان أياما ومع ما كان عليه من الزهد والتقوى كانت شجاعته تضرب بها الأمثال وأيامه فيها مشهورة ومواقفه معلومة ولولا خوف الإطالة لعددناها وكان ذا عزم وشدة على هجوم النوائب ونزول الحوادث ويتلقاها بالعزم الشديد الذي تميد له الجبال ولا يميد ولو عدت مناقبه ومفاخره ومآثره لكانت كتابا مفردا ولكنا اقتصرنا على ما أوردناه هاهنا:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم * إذا جمعتنا يا جرير المجامع وفي مسودة الكتاب ولا أدري الآن من أين نقلته ما صورته: السيد خلف بن مطلب المشعشعي ولد ونشأ عند أخواله بني تميم حتى بلغ خمس عشرة سنة وطلبه أبوه إلى الدورق فاقرأه العلوم على الشيخ عبد اللطيف ابن أبي جامع العاملي فبلغ في المدة القليلة ما لم يبلغه غيره في المدة الطويلة ومصنفاته وتفاسيره تدل على ذلك مع أنه كان متصلا بخدمة أخيه السيد مبارك وحضر جملة من مواقعه ومغازيه وأبلى في بعضها بلاء حسنا وظهرت منه شجاعة عظيمة وكان ذلك من أقوى الأسباب لقلع عينيه فبعد هذا بمدة بعد رجوع أخيه مبارك إلى ولاية الحويزة قلع عيني أخيه خلف في سنة 1013 وتوفي السيد مطلب ولم تطل أيام السيد مبارك فانتقل السيد خلف بعياله إلى خلف آباد فعمرها وحفر نهرها وسميت باسمه بعد أن طلب من امام قلى خان ان يستأذن الشاه في ذلك فاذن له وكان يصف لهم المواقع ويأمرهم بحفر الأنهار فتأتي حسب المرام ولما حفروا كلانترية شوشتر لمقرهم المعروف إلى الآن بالكلانترية صرفوا عليه أموالا عظيمة فلم يتم امره فاتوا إليه ومعهم هدية وقال لو أعلمتموني من أول الامر لأرحتكم ثم أرشدهم إلى كيفية حفره ووصف لهم المواقع فجرى النهر بدون تعب وبقي معمورا إلى الآن فسجلوا له نصفه ملكا واتوه بالهدية فقبل الهدية ورد القبالة وقال انما أرشدتكم لوجه الله. وذكره الفاضل النوري في كتابه دار السلام فيما يتعلق بالرؤيا والمنام ووصفه بالسيد الجليل والعالم النبيل صاحب التصانيف الكثيرة الرائقة. اما انه كان حاكم الحويزة فقد صرح به صاحب الرياض كما مر وبعض المعاصرين والظاهر أنه كان حاكما في بعض مدنها لان الحاكم العام أولا كان أباه وولي بعد أبيه اخوه مبارك ثم سمله وانتقل هو إلى بلاد فارس.
اخباره خبر سمل أخيه له كان أبوه ملك الدورق من قبل ملوك إيران الصفوية ثم ملكها بعده اخوه السيد مبارك ابن السيد عبد المطلب فاتهم أخاه خلفا بأنه يريد الاستيلاء على ملكه فأسمل عيني أخيه خلف جريا على تلك العادة السيئة التي كان يستعملها الامراء والملوك في أقربائهم الذين يخافون منهم على ملكهم وفي غيرهم من الذين لا يريدون قتلهم فانتقل خلف إلى الهندجان من ارض فارس ومر ان سمله كان سنة 1013 وان أقوى أسبابه كان ما ظهر لأخيه من شجاعته في حروبه معه فخاف منه وسمله.
تقسيمه أعماله اليومية وقال ولده السيد علي خان على ما حكاه عنه صاحب الرياض في