أقول: البحث عن حجية الخبر الواحد في الأعم من الأحكام والموضوعات، يكون كثير الفائدة جدا، لكثرة الابتلاء بالخبر الواحد في الموضوعات، كما هو الواضح، ولعدم تنقيح المسألة من هذه الجهة حقه، ولذلك ترى أنهم في هذه المسألة، واقعون في المشكلة ويحتاطون، ولازم ذلك الابتلاء الكثير في كثير من المسائل، من أول الفقه إلى آخره.
وأما إذا كان البحث مقصورا في حجية الخبر الواحد في الأحكام، كما هو ظاهر الأعلام (1)، أو كان النظر إلى أنه بحث كثير النفع في الفقه، كما هو صريحهم (2)، فهو من الاشتباه الواضح، وذلك لجهات:
الجهة الأولى: أن المشهور بل المجمع عليه، حجية الخبر الواحد المقرون بالقرينة (3)، ضرورة أن خلاف السيد (4) والشيخ (5) في غير المقرون بها، ومن الواضح أن الراجع إلى أخبار الفقه، لا يجد في الفقه، إلا وفي كل مسألة خبران أو أكثر، وتكون تلك الأخبار مورد الإفتاء إلا شاذا ونادرا، وما هو المعرض عنه من الأخبار ليس بحجة كما عرفت، سواء كان الخبر الواحد حجة، أو لم يكن (6).
وبالجملة تحصل: أن الخبر الواحد الذي هو مورد الخلاف بيننا، ليس مطلق الخبر الواحد، وما هو مورد الخلاف بيننا قليل الوجود.