الوجه الثالث الاجماع المحكي عن السيد (رحمه الله) ومقصده بطلان العمل بالخبر الواحد، وأن العمل به بمنزلة العمل بالقياس (1).
وعن الشيخ الطبرسي ما يقرب منه (2).
وأنت خبير بما فيه، لما مضى من المناقشة في صغرى الاجماعات المحكية، بل وعدم تمكن المتأخرين من تحصيل الاجماع (3)، وإلا فلا مناقشة في الاجماع ولو كان منقولا بحسب الكبرى فإنه حجة (4)، وليس هو إلا الشهرة.
هذا، وسيمر عليك ما ادعاه الشيخ (رحمه الله) (5) من قيام السيرة العملية من عصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على العمل به، ويكفي لبطلان المقصد المزبور ما مر، وإن أمكن حمله على الخبر الواحد الخالي من شرائط الحجية العقلائية والشرعية، في قبال من كان في عصره - احتمالا - يعمل بمطلق الخبر الموجود في الكتب الموجودة في عصره ك " الكافي " و " الفقيه " أو كتب العامة، كما هو بناء الأخباريين في العصور المتأخرة بالنسبة إلى الكتب الأربعة.