الذي في مثله ضل من ضل، وهلك من هلك من هذه الأمة؟ قالوا أو بعضه: فأما كله فلا، فقال لهم: فمن ههنا أتيتم، وكذلك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله - إلى أن قال: فبئس ما ذهبتم إليه وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وأحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل، وردكم إياها لجهالتكم وترككم النظر في غريب القرآن من التفسير والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والأمر والنهي إلى أن قال: دعوا عنكم ما اشتبه عليكم مما لا علم لكم به، وردوا العلم إلى أهله توجروا وتعذروا عند الله، وكونوا في طلب ناسخ القرآن من منسوخه، ومحكمه من متشابه، وما أحل الله فيه مما حرم، فإنه أقرب لكم من الله، وأبعد لكم من الجهل دعوا الجهالة لأهلها، فان أهل الجهل كثير، وأهل العلم قليل، وقد قال الله:
(وفوق كل ذي علم عليم).
24 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح قال، سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: (ألم غلبت الروم في أدنى الأرض) فقال: إن لهذا تأويلا لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم من آل محمد - إلى أن قال: ألم أقل لك إن لهذا تأويلا وتفسيرا، والقرآن ناسخ ومنسوخ.
25 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه عن محمد بن سنان، عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليه السلام فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟ فقال: هكذا يزعمون، فقال أبو جعفر عليه السلام:
بلغني أنك تفسر القرآن؟ فقال له قتادة، نعم، فقال له أبو جعفر عليه السلام: فان كنت تفسره بعلم فأنت أنت وأنا أسألك - إلى أن قال أبو جعفر عليه السلام: ويحك يا قتادة إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت، وإن كنت قد فسرته من الرجال، فقد هلكت وأهلكت، ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به.