فسمى الشياه، ثم فسرها بأن لها مسحلا وجحاشا وأنها عير وأتانه (1) * فان قال قائل: فهلا قلتم بايجاب الزكاة فيها وبأخذ ذلك في زكاة الغنم وزكاة الإبل وفى العقيقة. والنسك قلنا: لم يجز ذلك لان النص في الزكاة إنما جاء كما أوردنا في كتاب الزكاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نص كتابه في صدقه الغنم (في سائمتها إذا كانت أربعين إلى عشرين ومائة شاة) وفى الحديث الآخر (في الغنم في كل أربعين شاة شاة) وفى حديث أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم (في أربع وعشرين من الإبل فما دونها من الغنم في كل خمس شاة) واسم الغنم لا يقع في اللغة إلا على الضأن والماعز فقط فوجب بالأحاديث الواردة في الزكاة أن لا يأخذ الا من الغنم ولا يعطى في زكاة الإبل إلا الغنم وأما المأخوذ من الغنم فالله تعالى يقول: (خذ من أموالهم صدقة) وهذا اللفظ يقتضى بظاهره أخذ الصدقة من نفس المال الذي يجب فيه الصدقة، والذي هي مأخوذة منه فثبت أن المأخوذ في الصدقة إنما هو من الأموال التي تؤخذ منها الصدقة فلا تجزئ من غيرها الا ما جاء النص بأنه يجزى كزكاة الإبل من الغنم، وزكاة الغنم من غنم يأتي بها من حيث شاء، وبالله تعالى التوفيق * وأما العقيقة والنسك فقد قلنا: لا يقع اسم شاة بالاطلاق في اللغة أصلا على غير الضأن والمعز وإنما يطلق ذلك على الضباء. وحمر الوحش. وبقر الوحش استعارة وبيان وإضافة لا على الاطلاق أصلا، وليس الاقتصار على الضأن والماعز اجماعا في العقيقة * روينا من طريق ابن وهب عن مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد ابن إبراهيم التيمي قال: سمعت أنه يستحب العقيقة ولو بعصفور، وقد رأى بعضهم في ذلك الجزور وإنما أتينا بهذا لئلا يدعى علينا الاجماع في ذلك، (فان قيل): فهلا أجزتم أن يعق بما شاء متى شاء؟ لحديث سلمان بن عامر (أريقوا عنه دما) قلنا: ذلك خبر مجمل فسره الذي فيه (عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة تذبح يوم السابع) فكانت هذه الصفة واجبة وكان من عق بخلافها مخالفا لهذا النص، وهذا لا يجوز ولا يحل وكان من عق بهذه الصفة موافقا لخبر سلمان بن عامر غير خارج عنه وهذا هو الذي لا يحل سواه، (فان قيل) فمن أين أجزتم الذبح بعد السابع (2)؟ قلنا: لأنه قد وجب الذبح يوم السابع ولزم اخراج تلك الصفة من المال فلا يحل ابقاؤها فيه فهو دين واجب اخراجه وبالله تعالى التوفيق * وأما التسمية فروينا من طريق مسلم نا محمد بن حاتم نا بهز بن أسد نا سليمان بن المغيرة عن ثابت - هو البناني - عن أنس بن مالك (أن أم سليم أمه ولدت غلاما فقالت
(٥٢٧)