والشعير المشاكل للخيل والحمير. واللحم النئ المشاكل للسباع. والخبز المحكم الصنعة، واللحم المدبر بالطبخ المشاكل لمزاج الانسان. ولهذه الجهة صار الخربق (1) غذاء للسلوى (2). والشوكران (3) غذاء للزرازير (4)، والكرسنة غذاء للبقر من غير أن يضر الخربق بالسلوى، ولا الشوكران بالزرازير، على عظم ضررهما بالانسان. ومن قبل ذلك أيضا صار الافراد من الناس يستمرئون من الأطعمة ما لا يستمرئها أكثر الناس اما لخصوصية طبع فيما بين الغذاء والمغتذي، واما لعارض في المعدة يعين على جودة الهضم والاستمراء، لا لجودة الغذاء في نفسه. كما أنه قد يعرض كثيرا ان يفسد الهضم والاستمراء لا لرداءة (5) الغذاء في نفسه، ولا لمخالفته لمزاج المغتذي، لكن لأسباب اتفاقية سنذكرها عن قرب في موضعها الأخص بها إن شاء الله تعالى.
(١٥)