عباس إنك لم تعرف حقنا من باطل غيرنا، فكنت علينا ولم تكن معنا، وأنا ابن عم المقتول ظلما يعني عثمان بن عفان، وكنت أحق بهذا الأمر من غيري! فقال ابن عباس: اللهم إن كان هكذا فهذا وأومأ إلى ابن عمر أحق بها منك لأن أباه قتل قبل ابن عمك! فقال معاوية: ولا سواء، إن أبا هذا قتله المشركون وابن عمي قتله المسلمون. فقال ابن عباس: هذا والله أبعد لك وأدحض لحجتك! فتركه وأقبل على سعد فقال: يا أبا إسحاق أنت الذي لم تعرف حقنا وجلس فلم تكن معنا ولا علينا! قال فقال سعد: إني رأيت الدنيا قد أظلمت فقلت لبعيري إخ فأنختها حتى انكشفت، قال فقال معاوية: لقد قرأت ما بين اللوحين ما قرأت في كتاب الله عز وجل إخ! قال فقال سعد: أما إذا أبيت فإني سمعت رسول الله يقول لعلي: أنت مع الحق والحق معك حيث ما دار! قال فقال معاوية: لتأتيني على هذا ببينة! قال فقال سعد: هذه أم سلمة تشهد على رسول الله. فقاموا جميعا فدخلوا على أم سلمة فقالوا: يا أم المؤمنين إن الأكاذيب قد كثرت على رسول الله، وهذا سعد يذكر عن النبي ما لم نسمعه أنه قال يعني لعلي: أنت مع الحق والحق معك حيث ما دار فقالت أم سلمة: في بيتي هذا قال رسول الله لعلي! قال فقال معاوية لسعد: يا أبا إسحاق ما كنت ألومك الآن إذ سمعت هذا مع من رسول الله وجلست عن علي! لو سمعت هذا من رسول الله لكنت خادما لعلي حتى أموت)!
وفي مروج الذهب / 673، أن سعدا روى لمعاوية الأحاديث الثلاثة المتقدمة في فضل علي عليه السلام: (ونهض ليقوم، ضرط له معاوية وقال له: أقعد حتى تسمع جواب ما قلت، ما كنت عندي قط الأم منك الآن، فهلا نصرته! فإني لو سمعت من النبي مثل الذي سمعت فيه لكنت خادما لعلي ما عشت، فقال سعد: والله إني لأحق بموضعك منك، فقال معاوية: يأبى عليك ذلك بنو عذرة، وكان سعد فيما