(8) منه ما في مسند أحمد (1 / 187) وسنن أبي داود (4649 و 4650) وغيرهما بإسناد صحيح إنكار الصحابي سعيد بن زيد على المغيرة بن شعبة أنه يسب في مجلسه سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام والرضوان حيث يقول سعيد بن زيد: (يا مغيرة بن شعبة! ألا تسمع أصحاب رسول الله (ص) يسبون عندك ولا تنكر ولا تغير؟! وقد صحح هذا متناقض عصرنا الألباني في (صحيح أبي داود) (3 / 880 / 3887). ومنه ما رواه ابن أبي عاصم في سنته (1350) عن عبد الرحمن بن البيلماني قال: كنا عند معاوية فقام رجل فسب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسب وسب فقام سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فقال: يا معاوية ألا أرى يسب علي بين يديك ولا تغير! فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: (هو مني بمنزلة هارون من موسى). انتهى. أقول: ولو لم يكن عندهم إلا هذا الحديث الصحيح على شرط الشيخين لكفى). انتهى.
وهذه خلاصة ما كتبه الدكتور حسن فرحان المالكي في كتابه: نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي / 17: (يا أصحاب الحديث: أنقذوا التاريخ الإسلامي! لا تنقذوه من تلفيقات المستشرقين وأذنابهم من المستغربين بل من بعض المؤرخين الإسلاميين... الذين يتلاعبون بتاريخنا الإسلامي، فيصححون الضعيف، ويضعفون المتواتر!! منهجهم (يعقل، ولا يعقل) و (ممكن، ولا أظن)! وسأبدأ بالحوار مع الدكتور عبد الحليم عويس، يقول في كتابه (بنو أمية): خذ مثالا واحدا فقط وهو ما ذكره في مرآة الجامعة، العدد السابق نفسه عندما قال بالحرف الواحد: (فلا يعقل قبول ما يشاع عن بني أمية من أنهم كانوا يسبون عليا كرم الله وجهه على المنابر لأن ذلك يتنافى مع طبيعة البيئة الإسلامية... الخ. فتعال معي أخي القارئ لنفتش في الكتب الستة وبعض كتب المحدثين والفقهاء!:
1 - صحيح البخاري، وأظنه من الكتب الستة! مع شرح فتح الباري (7 / 70) نجد فيه حديثا (عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أن رجلا دعا سهل بن سعد فقال: هذا فلان أمير المدينة يدعو عليا عند المنبر) الحديث.. وفسر ابن حجر