ذلك! وقد رووا بأسانيد صحيحة رفضه تهديد معاوية وولاته وجوابه لهم: (معاذ الله والذي نفس سعد بيده، لقد سمعت من رسول الله (ص) يقول في علي شيئا لو وضع المنشار على مفرقي ما سببته أبدا)! (أبو يعلى: 1 / 363، وفي طبعة 773، ومجمع الزوائد: 9 / 129، وحسنه، وسنن النسائي: 5 / 134، والسنة لابن عاصم: 2 / 604، و 590، وخصائص النسائي / 112، والمختارة: 3 / 273، و 275، وحسنه، ومسند سعد / 189).
وفي تاريخ دمشق: 57 / 248، أن مروان جاء ليعوده فوبخه سعد لشتمه عليا عليه السلام وقال ويلك يا مروان! وأرعد بوجهه فخرج مروان مغضبا!
السبب الظاهر لموقف سعد ذكر سعد أن السبب ما سمعه من النبي صلى الله عليه وآله في مقام علي عليه السلام، وذكر سببا آخر هو أن النبي صلى الله عليه وآله غضب عليه ذات يوم غضبا شديدا وعلى اثنين من الصحابة كانوا معه يسبون عليا عليه السلام! ولم يسمهما سعد. ففي مجمع الزوائد: 9 / 129: (عن سعد بن أبي وقاص قال: كنت جالسا في المسجد أنا ورجلين معي فنلنا من علي! فأقبل رسول الله (ص) غضبان يعرف في وجهه الغضب! فتعوذت بالله من غضبه فقال: مالكم ومالي؟! من آذى عليا فقد آذاني! رواه أبو يعلى والبزار باختصار، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير محمود بن خداش وقنان، وهما ثقتان).
السبب الواقعي هو معارضة سعد لمعاوية فلو كان سعد صادقا في اعتقاده بمقام علي عليه السلام العظيم الذي شهد أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وآله لبايعه عندما بايعه المسلمون! لكنه تخلف عن بيعته فتركه الإمام عليه السلام!
وقد حجه معاوية بذلك، ففي تاريخ دمشق: 20 / 360: عن المديني قال: (حج معاوية بن أبي سفيان فمر بالمدينة فجلس في مجلس فيه سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس، فالتفت إلى عبد الله بن عباس فقال: يا أبا