ثم التفت إلى بقية أصحابه، فرأى منهم جزعا فقال: قال لي حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا حجر تقتل في محبة علي صبرا، فإذا وصل رأسك إلى الأرض مادت وأنبعت عين ماء فتغسل الرأس! فإذا شاهدتم ذلك فكونوا على بصائركم وقدم فضربت عنقه فلما وصل رأسه إلى الأرض مادت من تحته وأنبعت عين ماء فغسلت الرأس! قال: فجعل أصحابه يتهافتون إلى القتل فقال لهم أصحاب معاوية: يا أصحاب علي ما أسرعكم إلى القتل! فقالوا: من عرف مستقره سارع إليه).
* * وظهرت له كرامات في حروبه وشهادته: منها أنه طال اصطفاف المسلمين والفرس بعد القادسية، وكان الفرس على الضفة الأخرى لدجلة، فتقدم حجر وقرأ: وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين. وأقحم فرسه وهو يقول باسم الله، فعبر وعبر المسلمون على أثره! فلما رآهم العدو قالوا: ديوان ديوان! يعني شياطين شياطين (ديوان: فارسية جمع ديو: الغول) فهربوا فدخلنا عسكرهم). (كرامات الأولياء اللالكائي / 152، وتفسير ابن كثير: 1 / 419) وعندما كان محبوسا في بستان في مرج عذراء أصابته جنابة، فقال للسجان: أعطني من الماء شرابي اليوم وغدا لأتطهر به ولا أطلب منك شيئا. قال: أخاف أن تموت عطشا فيقول معاوية أنت قتلته! قال: فبنى حجر حجارا (حوضا) ودعا الله فأسكبت سحابة فصبت من الماء ما أراد، فتطهر حجر! فقال له بعض أصحابه: لو دعوت الله أن يخلصنا لفعل! فقال حجر: اللهم خر لنا، ثلاثا).
(فيض القدير: 4 / 166 عن ابن الجنيد، والغارات: 2 / 812، ومختصر أخبار شعراء الشيعة / 49):
وقيل إن شجر ذلك البستان جفت من يوم شهادته! (شرح الأخبار: 2 / 171).
* * وكان له أصحاب كثيرون محبون، من شخصيات الإسلام وفرسانه: (سعيد