الثانية أقمت أبا علي ابن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربه وذكر نحوه في كتاب الغيبة وعليه فوكالة الحسين بن عبد ربه غير متحققة وانما الوكيل علي بن الحسين بن عبد ربه وفي النقد الذي يظهر من الكشي ان علي بن الحسين بن عبد ربه وكيل لا الحسين بن عبد ربه وقد سبق ابن طاوس العلامة في كون الحسين وكيلا وفي المنتقى المروي بالطريق المذكور اي في الرواية الثانية على ما رأيته في عدة نسخ للاختيار بعضها مقروء على السيد وكان عليه خطه ان الوكيل علي بن الحسين بن عبد ربه نعم روي فيه من طريق ضعيف صورته وجدت بخط جبرائيل بن أحمد حدثني محمد بن عيسى اليقطيني ان الحسين كان وكيلا وفي الكتاب ما يشهد بان نسبة الوكالة إلى الحسين غلط مضافا إلى ضعف الطريق اه. وهو يدل على أن الموجود في نسخته من الكشي كان الحسين في الرواية الأولى وعلي بن الحسين في الثانية وفي التعليقة قوله الحسين بن عبد ربه فيه ما سيجئ في ترجمة علي بن الحسين بن عبد ربه هذا وحكم السيد ابن طاوس بكون الحسين وكيلا في ترجمته وترجمة أبي علي بن راشد وأبي علي بن بلال واستند في ذلك في ترجمته وترجمة ابن راشد إلى رواية محمد بن مسعود عن محمد بن نصر عن أحمد بن محمد بن عيسى وفي ترجمة ابن بلال قال وجدت بخط جبرائيل الخ وسيجئ في ترجمة علي بن الحسين انه وكيل قبل علي بن راشد وانه مات سنة 229 أو سبع وعشرين فالتاريخ في هذا الحديث الضعيف يشهد بكونه علي بن الحسين ومما يؤيده ان الظاهر وقوع السقط من النساخ لا الزيادة.
الحسين بن عبد الرحمن الشجري الحسني وصفه صاحب عمدة الطالب بالسيد في المدينة فدل على أنه كان له رياسة وسيادة بالمدينة وقال إن أمه حسينية.
الميرزا حسين ويقال محمد حسين بن الشيخ عبد الرحيم الملقب بشيخ الاسلام النائيني النجفي ولد في حدود 1273 في بلدة نائين وتوفي بالنجف ظهر يوم السبت 26 جمادى الأولى سنة 1355 عن نحو 82 سنة ودفن في بعض حجرات الصحن الشريف.
النائيني نسبة إلى نائين بلدة من نواحي يزد على عشرين فرسخا منها تتبع في الإدارة أصفهان تصنع بها العباءات الفاخرة وفي معجم البلدان نائن بعد الألف ياء مهموزة ونون ويقال لها نائين أيضا من قرى أصبهان.
أبوه وعشيرته كان أبوه يلقب بشيخ الاسلام في أصفهان وهو لقب سلطاني وكذلك آباؤه من قبله وبعد وفاته لقب به اخوه الأصغر اما هو فكان شيخ الاسلام بحق لا بفرمان سلطاني.
صفته كان عالما جليلا فقيها أصوليا حكيما عارفا أديبا متقنا للأدب الفارسي عابدا مدرسا مقلدا في الأقطار، ويقال انه كان كثير العدول عن آرائه السابقة. رأيناه بالنجف أيام إقامتنا بها من سنة 1308 إلى سنة 1319 وكان في تلك المدة منحازا عن الناس الا ما قل ورأيناه مرة في كربلاء جاءها للزيارة فنزل في مدرسة الشيخ عبد الحسين الطهراني في الطابق السفلي وبعد ما فارقنا النجف إلى الديار الشامية وتسلمه أريكة الرئاسة كانت تأتينا كتبه ورسائله الودادية التي يثني فيها على جهودنا وما وفقنا له بعون الله ومنه من خدمة الدين والأعمال النافعة في تلك الديار والارشاد والهداية.
ولما وردنا النجف للزيادة عام 1352 1353 زارنا في منزلنا مرارا وكان قد ثقل سمعه وكان قوي الحافظة حسن الذاكرة قال لنا لما زارنا قد مضى لكم من يوم مفارقتكم النجف إلى الآن ثلاثون سنة وكان الأمر كذلك وزرناه في منزله وكان يفرط في شرب الشاي.
أحواله قرأ أول مبادئ العلوم في نائين وفي سنة 1293 أو 95 هاجر إلى أصفهان فقرأ على الشيخ محمد باقر ابن الشيخ محمد تقي صاحب حاشية المعالم وعلى الميرزا محمد حسن النجفي والميرزا أبي المعالي والشيخ محمد تقي المعروف بآقا نجفي وفي سنة 1300 سافر شيخه الشيخ محمد باقر المذكور إلى العراق وتوفي وبقي المترجم في أصفهان إلى أواخر سنة 1302 ثم هاجر إلى العراق ودخل سامراء في المحرم سنة 1303 وقرأ فيها على الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي الشهير إلى سنة وفاته 1312 وفي أثناء اقامته بسامراء توفي والده الشيخ عبد الرحيم وبقي هو في سامراء مدة بعد وفاة الميرزا الشيرازي مع جماعة من تلاميذ الشيرازي كالسيد محمد الأصفهاني والميرزا الشيخ محمد تقي الشيرازي والسيد إسماعيل صدر الدين العاملي الكاظمي والميرزا حسين النوري وغيرهم رجاء ان يبقى ما أسسه الميرزا الشيرازي مستمرا لكن تشتت الأهواء وتشعب الآراء حال دون ذلك وانضاف إليه ما كانت تدسه الدولة التركية وأعوانها في العراق لتشتيت شمل مدرسة سامراء وتقويض بنيانها الذي ابتدأ من أواخر عهد الميرزا الشيرازي ثم هاجر المترجم من سامراء إلى كربلاء وبقى فيها مدة ثم هاجر إلى النجف سنة 1314 وقيل إن هجرته إلى كربلا كانت سنة 1314 وبقي فيها سنين ثم هاجر إلى النجف والله أعلم وكان الملا كاظم الخراساني قد استقل بالتدريس في حياة أستاذه الميرزا الشيرازي وزادت حلقة درسه بعد وفاة أستاذه المذكور وكان يعقد في داره مجلسا خاصا لأجل المذاكرة في مشكلات المسائل يحضره خواص أصحابه فكان المترجم يحضر معهم ولم يحضر درس الملا كاظم العام. وبعد وفاة الملا كاظم استقل بالتدريس وبعد وفاة الميرزا محمد تقي الشيرازي رأس وقلد في سائر الأقطار هو والسيد أبو الحسن الأصفهاني واستقامت لهما الرياسة العلمية في العراق بل انحصرت فيهما وكان هو اعرف عند أكثر الخاصة والسيد الأصفهاني عند العامة وكثير من الخاصة وبعد وفاته انحصر ذلك في السيد الأصفهاني وبعد اعلان السلطنة المشروطة في إيران سنة 1324 كان من أكبر الدعاة إليها وألف في ذلك كتابا بالفارسية اسماه تنبيه الأمة وتنزيه الملة في لزوم مشروطية دستورية الدولة لتقليل الظلم على أفراد الأمة وترقية المجتمع وطبع وعليه تقريض للشيخ ملا كاظم الخراساني والشيخ عبد الله المازندراني ثم بعد ذلك بمدة بعد وفاة الخراساني جمع ما أمكن جمعه من نسخه بل كان يشتريها بقيمة غالية وأتلفت بأمره وبقيت منه نسخ لم يمكن اتلافها وقد عرب منه بعض الفصول وأدرجت في مجلة العرفان.
ولما فتحت العراق على يد الإنكليز بعد الحرب العامة الأولى وأقيم الملك فيصل ملكا على العراق وأرادوا تعيين وزراء للدولة الجديدة ومجلس