وله قصيدة طويلة تبلغ 69 بيتا قال ولده في الكشكول عارض بها البردة وقال صاحب السلافة يزعم أنه عارض بها البردة مشيرا إلى انحطاطها عن البردة وزاد في ذلك التزامه أنواع البديع المتكلفة التي تؤثر انحطاطا في الشعر البارع فضلا عن غيره كقوله:
انا الملوم وقلبي مولع برشا * ساق غدا قلبه قاس على الأمم قلبي غضى وضلوعي منحنى وله * عقيق جفني بسفح ناب عن ديم وما سقاني رحيقا بل حريق أسى * وكان من املي منه شفا ألمي بكيت والشمل مجموع لخوف نوى * فكيف حالي وشملي غير ملتئم وكلما مت هجرا عشت من املي * فكم أموت وكم أحيا من القدم دمع طليق وقلب في قيود هوى * والرشد ظل بذات الضال والسلم وقد أقام قوام القد لي حججا * وبالعذار بدا عذري فلا تلم وجدي عليك ونفسي في يديك وذا * قلبي لديك فقل ما شئت واحتكم اصغي إلى العذل أجنى ورد ذكرك * مما بين شوك ملام اللائم النهم ونحن في سفر نمضي إلى حفر * فكل آن لنا قرب من العدم نقلنا منها هذا نموذجا لما تركناه منها لا لأنه مما يختار وأوردها ولده في كشكوله بتمامها يقول فيها:
ان الإقامة في دار تضام بها * والأرض واسعة عجز فلا تقم أرجو الخلاص وما أخلصت في عمل * أرجو النجاة وما ناجيت في الظلم لكن لي شافعا ذو العرش شفعه * أرجو الخلاص به من زلة القدم محمد المصطفى الهادي المشفع في * يوم الجزاء وخير الخلق كلهم كفاك فخرا كمالات خصصت بها * أخاك حتى دعوه بارئ النسل خليفة الله خير الخلق قاطبة * بعد النبي وباب العلم والحكم رب اللوء ومخصوص الولاء ومحفوف * الكساء وصي المصطفى العلم والبيض في كفه سود غوائلها * حمر غلائها تدلى على القمم بيض متى ركعت في كفه سجدت * لها رؤوس هوت من قبل للصنم ولا ألومهم ان يحسدوك فقد * حلت نعالك منهم فوق خامهم مناقب أدهشت من ليس ذا نظر * وأسمعت في الورى من كان ذا صمم من لم يكن بقسيم النار معتصما * فما له من عذاب النار من عصم من لم يكن ببني الزهراء مقتديا * فلا نصيب له من دين جدهم فان يشاركهم الأعداء في نسب * فالتبر من حجر والمسك بعض دم هم الولاة وهم سفن النجاة وهم * لنا الهداة إلى الجنات والنعم ومن سرى نحوهم أغناه نورهم * عن الدليل ونجم الليل في الظلم عذاب قلبي عذب في محبتهم * ومر ما مر بي حلو لأجلهم رجوتهم لعظيم الهول من قدم * وهل يرجى سوى ذي الشأن والعظم ومنها في المهدي ع:
يا مظهر الملة العظمى وناصرها * لأنت مهديها الهادي إلى اللقم يا وارث العلم برويه ويسنده * إلى جدود تعالوا في علومهم مآثر الفخر فيكم غير خافية * والشمس أكبر ان تخفي على الأمم أوضحتم للورى طرق الوصول كما * صيرتم العلم بين الناس كالعلم لم يبق غيرك انسان يلاذ به * فأنت انسان عين الأمن والكرم ولا تقل قل أنصاري فناصرك ال * باري ومن ينصر الرحمن لم يضم أقصر حسين فلن تحصي فضائلهم * لو أن في كل عضو منك ألف فم عليهم صلوات لا انتهاء لها * كمثل قدرهم العالي وعلمهم وقال البهائي في الكشكول مما أنشدنيه والدي طاب ثراه وكان كثيرا ما ينشده لي أقول فيمكن كونه من نظمه ويمكن كونه لغيره:
صل من دنا وتناس من بعدا * لا تكرهن على الهوى أحدا قد أكثرت حواء ما ولدت * فإذا جفا ولد فخذ ولدا وقال الشيخ حسين بن عبد الصمد على طريقة أهل التصوف:
فاح ريح الصبا وصاح الديك * فانتبه وانف عنك ما ينفيك واخلع النعل في الهوى ولها * وادن منا فانا ندنيك واستامها سلافة سلمت * من اذى من بغى لها تشريك وادر مدحها الفصيح وقل * كل مدح لغير تلك ركيك وتعشق وكن إذا فطنا * كل شئ عشقته يغنيك وانف عنك الوجود وافن تجد * نفحة من قبولنا تبقيك ان تسر صوبنا تسر وان * مت في السير دوننا نحييك وإذا هانك الحميم فحم * في حمانا فإننا نحميك وتخلق بما خلقت له * فهو من مورد الردى منجيك جد بنفس تجد نفيس هدى * كف كفا عن غيرنا نكفيك خل خلي مناك لي بمنى * واجعل النفس هدينا نهديك وانتصب رافعا يديك بها * واخفض القدر ساكنا نعليك وابك تمحو قبائحا كتبت * قبل ان تلتقي الذي يبكيك تدعي غير ما وصفت به * والذي فيك ظاهر من فيك تجتري والجليل مطلع * ما كان النهى إذا ناهيك تتلاهى عن الهدى ولها * مبتلى دائما بما يبليك تلبس الكبر تائها سفها * والنجاسات كائنات فيك وإذا ما ذكرت موعظة * حدت عنها كأنها تنسيك وفي أنوار الربيع من الاقتباس من الفقه قول أبي الفضل الدارمي وقيل القاضي عبد الوهاب المالكي.
يزرع وردا ناضرا ناظري * في وجنة كالقمر الطالع امنع ان أقطف أزهاره * في سنة المتبوع والتابع فلم منعتم شفتي قطفها * والحكم ان الزرع للزارع قال وقد أجاب عن ذلك جماعة من الأدباء منهم شيخنا الشيخ حسين ابن عبد الصمد العاملي رحمه الله فقال:
لأن أهل الحب في حكمنا * عبيدنا في شرعنا الواسع والعبد لا ملك له عندنا * فحقه للسيد المانع مراثيه في الرياض رثاه جماعة من الشعراء وفي كشكول البهائي رثى السيد الاجل والد جامع الكتاب بقصيدة مطلعها:
جارتي كيف تحسنين ملامي * أيداوي كلم الحشي بكلام ولم يذكر من هو هذا السيد الاجل ويمكن كونه الذي ذكره البهائي في كشكوله في موضع آخر فقال مما كتبته إلى السيد الاجل قدوة السادات العظام السيد رحمة الله قدس الله روحه، وممن رثاه ولده الشيخ البهائي بقصيدة ذكرها في كشكوله أولها:
قف بالديار وسلها أين سلماها * ورو من جرع الأجفان جرعاها وردد الطرف في أطراف ساحتها * وارج وروح الروح من أرواح أرجاها وان يفتك من الأطلال مخبرها * فلن يفوتك مرآها ورياها