وعاينته في يوم خلى حريمه * فيا قبحها منه ويا حسن منظر الأغاني بسنده كان عمير الكاتب أقبح الناس وجها فلقي دعبلا يوما بكرة وقد خرج لحاجة له فتطير منه دعبل وقال فيه:
خرجت مبكرا من سر من را * أبادر حاجة فإذا عمير فلم اثن العنان وقلت امضي * فوجهك يا عمير خ ر ا وخير هجاؤه دينارا ويحيى ابني عبد الله الأغاني بسنده كان دعبل قد مدح دينار بن عبد الله وأخاه يحيى فلم يرض ما فعلاه فقال يهجوهما:
ما زال عصياننا لله يرذلنا * حتى دفعنا إلى يحيى ودينار وغدين علجين لم تقطع ثمارهما * قد طال ما سجدا للشمس والنار هجاؤه لهما وللحسن بن سهل والحسن بن رجاء وأخيه وأبيه الا فاشتروا مني ملوك المخزم * ابع حسنا وابني رجاء بدرهم واعط رجاء فوق ذاك زيادة * واسمح بدينار بغير تقدم فان رد من عيب علي جميعهم * فليس يرد العيب يحيى بن أكثم وفي تاريخ دمشق انه هجا بهذه الأبيات الحسن بن رجاء وابني هشام ودينار بن عبد الله ويحيى بن أكثم وكانوا ينزلون المخرم ببغداد فقال فيهم يهجوهم كلهم وذكر بدل وابني رجاء وابني هشام وقال أيضا في يحيى بن أكثم كما في تاريخ دمشق:
رفع الكلب فاتضع * ليس في الكلب مصطنع بلغ الغاية التي * دونها كل مرتفع انما قصر كل شئ * إذا طار ان يقع قل ليحيى بن أكثم * ان ما خفت قد وقع لعن الله نخوة * كان من بعدها ضرع هجاؤه أحمد بن أبي دؤاد الأغاني كان أحمد بن أبي دؤاد يطعن على دعبل بحضرة المأمون والمعتصم ويسبه تقربا إليهما لهجاء دعبل إياهما فتزوج ابن أبي دؤاد امرأتين من بني عجل في سنة واحدة فقال دعبل يهجوه:
غصبت عجلا على فرجين في سنة * أفسدتم ثم ما أصلحت من نسبك ولو خطبت إلى طوق وأسرته * فزوجوك لما زادوك في حسبك...
من هويت ونل ما شئت من نسب * أنت ابن زرياب منسوبا إلى نسبك ان كان قوم أراد الله خزيهم * فزوجوك ارتغابا منك في ذهبك فذاك يوجب ان النبع تجمعه * إلى خلافك في العبدان أو غربك ولو سكت ولم تخطب إلى عرب * لما نشبت الذي تطويه من سببك عد البيوت التي ترضى بخطبتها * تجد فزارة العكلي من عربك فلقيه فزارة العلكي فقال له يا با علي ما حملك على ذكري حتى فضحتني وانا صديقك قال يا أخي والله ما اعتمدتك بمكروه ولكن كذا جاءني الشعر لبلاء صبه الله عز وجل عليك لم اعتمدك به اه. وهذا يدل على أن شعر دعبل ينتشر بين الناس بسرعة فلذلك عد فزارة ذكره في شعره الهجائي فضيحة له وفي تاريخ دمشق قال في ابن أبي دؤاد وقد تزوج في بني عجل:
أيا للناس من خبر طريف * يغرد ذكره في الخافقين أعجل تلحق ابن أبي دؤاد * ولم يتأملوا فيه اثنتين أرادوا بعض عاجلة فباعوا * رخيصا عاجلا نقدا بدين بضاعة خاسر بارت عليه * فباعك بالنواة التمرتين ولو غلطوا بواحدة لقلنا * يكون الوهم بين العاقلين ولكن شفع واحدة بأخرى * تدل على فساد المنصبين لحا الله المعاش بفرج أنثى * ولو زوجتها من ذي رعين ولما ان أفاد طريف مال * وأصبح رافلا في الحلتين تكنى وانتمى لأبي دؤاد * وقد كان اسمه ابن الفاعلين فردوه إلى فرج أبيه * وزرياب فالأم والدين قال وعتب عليه فقال فيه:
فيا عبد الاله أصخ لقولي * وبعض القول يصحبه السداد ترى طسما تعود بها الليالي * إلى الدنيا كما رجعت اياد قبائل جذ أصلهم فبادوا * وأودى ذكرهم زمنا فعادوا وكانوا غرزا في الرمل بيضا * فامسكه كما غرز الجراد فلما ان سقوا درجوا ودبوا * وزادوا حين جادهم العهاد هم بيض الرماد يشق عنهم * وبعض البيض يشبهه الرماد غدا تأتيك اخوتهم جديس * وجرهم صرا وتعود عاد فتعجز عنهم الأمصار ضيقا * وتمتلئ المنازل والبلاد فلم أر مثلهم بادوا فعادوا * ولم أر مثلهم قلوا فزادوا توغل فيهم سفك وجور * وأوباش فهم لهم مداد وأنباط السواد قد استحالوا * بها عربا فقد خرب السواد فلو شاء الامام أقام سوقا * فباعهم كما بيع السماد هجاؤه محمد بن عبد الملك الزيات الأغاني بسنده كان دعبل قد مدح محمد بن عبد الملك الزيات فأنشده ما قال فيه وفي يده طومار قد جعله على فمه كالمتكئ عليه وهو جالس فلما فرع امر له بشئ لم يرضه فقال:
يا من يقلب طومارا ويلثمه * ماذا بقلبك من حب الطوامير فيه مشابه من شئ تسربه * طولا بطول وتدويرا بتدوير لو كنت تجمع أموالا كجمعكها * إذن جمعت بيوتا من دنانير هجاؤه مالك بن طوق الأغاني بسنده قصد دعبل مالك بن طوق ومدحه فلم يرض ثوابه فخرج عنه وقال فيه:
ان ابن طوق وبني تغلب * لو قتلوا أو جرحوا قصره لم يأخذوا من دية درهما * يوما ولا من أرشهم بعره دماؤهم ليس لها طالب * مطلولة مثل دم العذرة وجوههم بيض وأحسابهم * سود وفي آذانهم صفره فبعث مالك إليه من قتله كما مر في صدر الترجمة وبسنده هجا دعبل مالك بن طوق فقال: