منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ١ - الصفحة ٤١٣
(الأول) في روايات العنوان الأول، وهي بين مطلقة ومجملة ومبينة، وحيث إن المدار على المبينة فلا جدوى في تعرض الأوليين، لاشتمال الثالثة على نفس لفظي القضاء والقدر مع تفسيرهما، ونقتصر من هذه الطائفة الثالثة على رواية واحدة، لوفائها بالمرام، و هي ما نقله الوافي عن الكافي مرفوعا، وعن الصدوق عليه الرحمة في التوحيد مسندا - هكذا -: (أحمد بن عمران الدقاق عن محمد بن الحسن الطائي عن سهل عن علي بن جعفر الكوفي، قال: سمعت سيدي علي بن محمد عليهما السلام يقول: حدثني أبي محمد بن علي عن أبيه الرضا عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه الحسين عليهم السلام) ومتن الرواية في الكافي على ما في الوافي هو هذا: (كان أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام جالسا بالكوفة بعد منصرفه من صفين إذ أقبل شيخ فجثا بين يديه، ثم قال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا إلى الشام أ بقضاء من الله وقدره؟ فقال له: أمير المؤمنين عليه السلام:
أجل يا شيخ: ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدره، فقال له الشيخ: عند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين، فقال له: مه يا شيخ، فوالله لقد عظم الله لكم الاجر في مسيركم وأنتم سائرون، وفي مقامكم وأنتم مقيمون، وفي منصرفكم وأنتم منصرفون، ولم تكونوا في شئ من حالاتكم مكرهين، ولا إليه مضطرين، فقال له الشيخ: وكيف لم نكن في شئ من حالاتنا مكرهين و لا إليه مضطرين؟ وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا، فقال له:
وتظن أنه كان قضاء حتما وقدرا لازما، انه لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب، والامر والنهي، والزجر من الله، وسقط معنى الوعد والوعيد، فلم تكن لائمة