منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ١ - الصفحة ٤٩
مما حققناه (1) أنه يمكن أن يقال: إن المستعمل فيه في مثل أسماء الإشارة والضمائر أيضا عام، وأن تشخصه (2) إنما نشأ من قبل طور استعمالها، حيث إن أسماء الإشارة وضعت ليشار بها إلى معانيها، وكذا بعض الضمائر (3)، وبعضها (4) ليخاطب بها
____________________
الاخبار والانشاء كلحاظ الالية والاستقلالية، فلا محيص عن الالتزام بخروجهما أيضا، ولا وجه حينئذ لنفي البعد عن ذلك كما أفاده المصنف (قده) بقوله: (ثم لا يبعد إلخ) لان ظاهره إمكان أخذ قصد الأخبارية والانشائية في المعنى.
(1) في الحروف والأسماء والاخبار والانشاء من خروج قصد الالية والاستقلالية في الأولين، وقصد حكاية ثبوت المعنى في موطنه أو إيجاده في الأخيرين عن دائرة الموضوع له والمستعمل فيه، وكونها من شؤون الاستعمال المتأخر عن المعنى، فإن من الممكن أن يكون المستعمل فيه كالموضوع له في أسماء الإشارة والضمائر أيضا عاما، خلافا لمن قال بخصوصية المعنى فيهما، استنادا إلى اقتضاء الإشارة والتخاطب تشخص المشار إليه والمخاطب، فلا محالة يكون المستعمل فيه في أسماء الإشارة والضمائر خاصا.
(2) هذا دفع للقول بخصوصية المستعمل فيه فيهما، وحاصله: أن الموضوع له في لفظة - هذا - هو كلي المفرد المذكر الصالح للإشارة، لا المعنى المتصف بكونه مشارا إليه، بحيث تكون الإشارة إليه قيدا له، فالإشارة من كيفيات الاستعمال مثل الاستقلالية والالية في الأسماء والحروف، فكل من الوضع والموضوع له في أسماء الإشارة عام كالحروف.
(3) كضمير الغائب، فإنه وضع لكلي المفرد المذكر.
(4) أي: وبعضها الاخر كضمير المخاطب، فإنه وضع لكلي المفرد المذكر أو المؤنث، فتشخص المعنى في اسم الإشارة وضمير الخطاب نشأ من الإشارة
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست