منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ١ - الصفحة ٤٢٣
واحدا منها، وهو ما رواه فضيل بن الزبير عن أبي جعفر عليه السلام قال: (يا فضيل أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إنا أهل بيت خلقنا من عليين وخلق قلوبنا من الذي خلقنا منه، وخلق شيعتنا من أسفل من ذلك، وخلق قلوب شيعتنا منه، وان عدونا خلقوا من سجين، وخلق قلوبهم من الذي خلقوا منه، وخلق شيعتهم من أسفل من ذلك، وخلق قلوب شيعتهم من الذي خلقوا منه، فهل يستطيع أحد من أهل عليين أن يكون من أهل سجين؟ وهل يستطيع أهل سجين أن يكونوا من أهل عليين؟).
والجواب العام عن هذه الأخبار هو: أن هناك روايات تدل على تركب طينة كل إنسان من طينتين تقتضي إحداهما السعادة والأخرى الشقاوة.
منها: ما رواه البحار في الباب المزبور عن المحاسن بإسناده عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: (كان في بدو خلق الله أن خلق أرضا وطينة، وفجر منها ماءها وأجرى ذلك الماء على الأرض سبعة أيام ولياليها، ثم نضب الماء عنها، ثم أخذ من صفوة تلك الطينة وهي طينة الأئمة، ثم أخذ قبضة أخرى من أسفل تلك الطينة وهي طينة ذرية الأئمة وشيعتهم، فلو تركت طينتكم كما تركت طينتنا لكنتم أنتم ونحن شيئا واحدا. قلت: فما صنع بطينتنا؟ قال: إن الله عز وجل خلق أرضا سبخة، ثم أجرى عليها ماء أجاجا أجراه سبعة أيام ولياليها ثم نضب عنها الماء، ثم أخذ من صفوة تلك الطينة وهي طينة أئمة الكفر، فلو تركت طينة عدونا كما أخذها لم يشهدوا الشهادتين: أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يكونوا يحجون البيت، ولا يعتمرون، ولا يؤتون الزكاة