نعم، لا يصل العبد إليه، إلا أن عدم الوصول لا يضر بالمأمول، وهو المجعول الكذائي، فاغتنم.
أما الإشكالات الاخر المذكورة في " تهذيب الأصول " (1) فهي قابلة للدفع، ولا نطيل الكلام بذكرها، ولا يخلو بعضها من غرابة.
وبالجملة: توهم لزوم الاجزاء مع الجبران (2)، مدفوع: بأنه منوط بعدم الكشف، وبعدم تبين الخلاف، فإذا تبين فعليه الواقع وامتثاله.
نعم، في صورة عدم الكشف، أو الانكشاف في صورة عدم إمكان الجبران، تنجيز المصلحة المفوتة بالسلوكية.
ثم إن المحقق الوالد - مد ظله - أخذ في وجه الفرار من هذه الغائلة، أن إيجاب تحصيل العلم التفصيلي، يستلزم المفاسد في عصر الحضور، وإيجاب الاحتياط في عصر الغيبة يخل بالنظام، ويوجب تنفر الطباع من الاسلام، ويستلزم أن يعرف العامة من الاسلام ما لا ينبغي، فيكون الدين دينا لغير الشاغلين، ومذهبا للمعطلين في المجتمعات الانسانية، ويورث فرار المسلمين أحيانا من الدين الكذائي المنتهي إلى تعطيل الأمور، وإحراج الطوائف وغير ذلك من العبارات المختلفة الحاكية عن هذه المصيبة العظيمة.
فعليه لا بد وأن يوسع عليهم الأمر، بجعل الطرق وإمضائها، بل والتوسعة فيها أحيانا (3)، انتهى ملخص ما أفاده بتعبيرات منا.
وفي كلام بعض المعاصرين: إن المقام من صغريات باب التزاحم، فإن هناك ملاك تسهيل الأمر على الأمة، وملاك الواقع، فإذا جاز تقديم الملاك الأول، جاز