البالغة التي بينها الله ورسوله صلى الله عليه وآله في قوله لنبيه: (قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهديكم أجمعين) تبلغ الحجة البالغة الجاهل فيعلمها بجهلة كما يعلم العالم بعلمه، لان الله عدل لا يجور، يحتج على خلقه بما يعلمون، يدعوهم إلى ما يعرفون لا إلى ما يجهلون وينكرون، فأجازه الرشيد ورده الحديث. ورواه المفيد في (الاختصاص) عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن إسماعيل العلوي، عن محمد بن الزبرقان الدامغاني، عن أبي الحسن موسى عليه السلام نحوه. أقول: الاجماع هنا مخصوص بالضروريات أو بالاجماع على الرواية لا على الرأي، وهو صريح كلامه عليه السلام، والضروريات هنا بمعنى المتواترات قطعا، وذكر القياس محمول على التقية بقرينة المقام أو على القياس العقلي القطعي الذي يدل على بعض مطالب الأصول دون القياس الفقهي الذي تستعمله العامة في الفروع والقرينة على ذلك ظاهره واضحة، وناهيك بما تقدم في بطلانه.
85 - علي بن موسى بن جعفر بن طاووس في كتاب (الإجازات) قال: مما رويناه من كتاب الشيخ الحسن بن محبوب، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ليس عليكم فيما سمعتم منى أن ترووه عن أبي عليه السلام، وليس عليكم جناح فيما سمعتم من أبي أن ترووه عنى، ليس عليكم في هذا جناح.
(33315) 86 - قال: ومما رويناه من كتاب حفص بن البختري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: نسمع الحديث منك فلا أدري منك سماعة أو من أبيك، فقال:
ما سمعته منى فاروه عن أبي، وما سمعته منى فاروه عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
87 - قال: ومما رويته باسنادنا إلى أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه في كتابه الذي سماه مدينة العلم عن أبيه، عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن محمد بن الحسن، وعلان، عن خلف بن حماد، عن ابن المختار أو غيره رفعه قال: قلت لأبي