توضأ رجل فمسح على خفيه فدخل المسجد يصلي فجاء علي عليه السلام فوطأ على رقبته وقال: ويلك تصلي على غير وضوء، فقال: أمرني به عمر بن الخطاب قال: فأخذ به فانتهى به إليه فقال: انظر ما يروي هذا عليك ورفع صوته فقال: نعم أنا أمرته إن رسول الله صلى الله عليه وآله مسح على خفيه فقال: قبل المائدة أو بعدها؟ قال: لا أدري، قال:
فلم تفتى وأنت لا تدري، سبق الكتاب الخفين.
49 - وعن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال:
يظن هؤلاء الذين يدعون أنهم فقهاء علماء أنهم قد أثبتوا جميع الفقه والدين مما يحتاج إليه الأمة، وليس كل علم رسول الله صلى الله عليه وآله علموه، ولا صار إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله ولا عرفوه، وذلك أن الشئ من الحلال والحرام والأحكام يرد عليهم فيسألون عنه ولا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله صلى الله عليه وآله ويستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل ويكرهون أن يسألوا فلا يجيبون فيطلب الناس العلم من معدنه فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله، وتركوا الآثار ودانوا بالبدع، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل بدعة ضلالة، فلو أنهم إذا سئلوا عن شئ من دين الله فلم يكن عندهم فيه أثر عن رسول الله صلى الله عليه وآله ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم من آل محمد صلى الله عليه وآله.
50 - فرات بن إبراهيم في تفسيره عن علي بن محمد بن إسماعيل معنعنا عن زيد في حديث أنه لما نزل قوله تعالى: (إذا جاء نصر الله والفتح) السورة قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله قضى الجهاد على المؤمنين في الفتنة بعدي - إلى أن قال يجاهدون على الاحداث في الدين إذا عملوا بالرأي في الدين ولا رأى في الدين إنما الدين من الرب أمره ونهيه.
(33185) 51 - محمد بن إدريس في آخر السرائر نقلا من كتاب هشام بن سالم،