وكتاب البول وكتاب الأسطقسات). ويبدو أنه كان أكثر اعتزازا بالأول منها، إذ قيل له: أيسرك أن لك ولدا؟ قال: أما إذا صار لي كتاب الحميات، فلا). ومقصده واضح أن هذا الكتاب سيخلد ذكره أكثر من الولد.
ومن دلائل اشتهار هذه الكتب أن يقوم طبيب شهير، عبد اللطيف البغدادي، باختصار ثلاثة منها هي: الحميات، البول والنبض.
وإذا كان كتاب (الحميات) فريد نوعه، فإن كتاب (الأغذية) هذا هو من أجل ما كتب في هذا الفن. ولسوف يجد القارئ ضخامة مادته ووفرة مباحثه وفائدة محتوياته. كما سيلمس حذق مؤلفه وعمق درايته وجودة تصنيفه وعلو همته. إضافة إلى اعتماده التجريب وعدم تحرجه من الرد على بعض كبار أطباء اليونان كديسقوريدس.
* * * اعتمدنا في تحقيق هذا الكتاب مخطوطة مكتبة فاتح باستنبول رقم 3604 - 3607، في أربعة أجزاء، منسوخة بخط عبد الله أحمد الباسقي سنة 708 - 709 ه. نشرها مصورة معهد تاريخ العلوم العربية والاسلامية - جامعة فرنكفورت. في الصفحة الواحدة خمسة عشر سطرا، ويتراوح عدد الكلمات في السطر الواحد بين ثمانية وإحدى عشرة كلمة. وهي نسخة مراجعة في هوامشها تصحيحات وتعليقات.
يبدأ الكتاب بما يلي: (بسم الله الرحمن الرحيم، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت. الباب الأول:
في السبب الذي دعا الأوائل إلى الكلام في طبائع الأغذية). وينتهي بما يلي: (نجزت المقالة الرابعة وبتمامها تم الكتاب والحمد لله الملك الوهاب. الكاتب عبد الله الباسقي في رمضان سنة تسع وسبع مائة حامدا ومصليا ومسلما).
كانت ثمة صعوبة في قراءة كثير من الكلمات لعدم تنقيطها، فقدمناها منقوطة بالشكل الكامل، وضبطنا في الحواشي ما هو أحوج إلى الشرح أو التعريف. ثم وجدنا ضرورة إضافة بعض الكلمات، استكمالا للمعنى، فوضعناها بين قوسين منكسرين دون الإشارة إليها خلا الأولى منها مع التنبيه إلى ما يماثلها فيما بعد. ومما صادفناه في طريقة رسم الناسخ اختلافا في كتابة بعض الحروف، فجعلناها بالرسم الذي نعرفه اليوم. من ذلك على سبيل المثال: الاستمرى بدل الاستمراء، الجزو بدل الجزء، غذا بدل الغذاء.
هذا بالإضافة إلى أخطاء في النحو لم نشر إليها جميعا كيلا نثقل الحواشي بها. ولعل من يجد ضرورة تصحيح كلمات قد لا نكون اهتدينا إلى صوابها، فليتفضل مشكورا، بتصويبها. وقد حرصنا على جعل النص المتتابع للكتاب متناسبا والاخراج الجيد، ووضع التشديد وهمزة الابتداء، وفصل الاعداد مثل:
سبع مائة بدل سبعمئة.