تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون. قال: يا أبو هريرة لم تكن معنا إذ بايعنا رسول الله (ص)! بايعناه على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن نقول في الله لا تأخذنا في الله لومة لائم، وعلى أن ننصره إذا قدم علينا يثرب فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأهلنا، ولنا الجنة، ومن وفى وفى الله له الجنة مما بايع عليه رسول الله ومن نكث فإنما ينكث على نفسه! فلم يكلمه أبو هريرة بشئ! فكتب فلان! إلى عثمان بالمدينة: إن عبادة بن الصامت قد أفسد علي الشام وأهله، فإما أن يكف عبادة، وإما أن أخلي بينه وبين الشام! فكتب عثمان إلى فلان أن أرحله إلى داره من المدينة، فبعث به فلان حتى قدم المدينة، فدخل على عثمان الدار وليس فيها إلا رجل من السابقين يعينه، ومن التابعين الذين أدركوا القوم متوافرين، فلم يفج (يحمل عليه) عثمان به إلا وهو قاعد في جانب الدار، فالتفت إليه فقال: ما لنا ولك يا عبادة؟! فقام عبادة قائما وانتصب لهم في الدار فقال: إني سمعت رسول الله أبا القاسم يقول: سيلي أموركم بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى! فلا تعتلوا بربكم فوالذي نفس عبادة بيده إن فلانا لمن أولئك! فما راجعه عثمان بحرف)!. (وسير أعلام النبلاء: 2 / 10).
وروت المصادر عدة مواقف لعبادة واجه بها معاوية، ففي محصول الرازي: 4 / 319: (فقام عبادة بن الصامت فنهاهم فردوها، فأتى الرجل معاوية فشكا إليه فقام معاوية خطيبا فقال: ما بال رجال يحدثون عن رسول الله أحاديث قد كنا نشهده ونصحبه فلم نسمعها منه! فقام عبادة وأعاد القصة ثم قال: والله لنحدثن عن رسول الله وإن كره معاوية، أو قال وإن رغم! ما أبالي أن لا أصحبه في جنده