لا يشبع الله بطنه كل عمره، فجعلوه فضيلة ومنقبة! قال ابن كثير في النهاية: 6 / 189: (قلت: وقد كان معاوية رضي الله عنه لا يشبع بعدها، ووافقته هذه الدعوة في أيام إمارته، فيقال: إنه كان يأكل في اليوم سبع مرات طعاما بلحم، وكان يقول: والله لا أشبع وإنما أعيا)! وقال في النهاية: 8 / 128: (فما شبع بعدها، وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه، أما في دنياه فإنه لما صار إلى الشام أميرا كان يأكل في اليوم سبع مرات يجاء بقصعة فيها لحم كثير وبصل فيأكل منها، ويأكل في اليوم سبع أكلات بلحم، ومن الحلوى والفاكهة شيئا كثيرا، ويقول: والله ما أشبع وإنما أعيا! وهذه نعمة ومعدة يرغب فيها كل الملوك!!
وأما في الآخرة، فقد أتبع مسلم هذا الحديث بالحديث الذي رواه البخاري وغيرهما من غير وجه، عن جماعة من الصحابة أن رسول الله (ص) قال: اللهم إنما أنا بشر، فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه وليس لذلك أهلا، فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة! فركب مسلم من الحديث الأول وهذا الحديث فضيلة لمعاوية، ولم يورد له غير ذلك). انتهى. وختم ابن كثير بقوله: 8 / 141: (أول من خطب جالسا معاوية حين كثر شحمه وعظم بطنه). انتهى.
أقول: وهذا أيضا من تحايلهم لتخليص الملعونين على لسان النبي صلى الله عليه وآله وجعل اللعن فضيلة لهم! حتى لو كان ثمن ذلك الطعن في النبي صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى واتهامه بأنه كان يؤذي ويلعن من لا يستحقون ذلك! وقد بحثنا ذلك في كتاب تدوين القرآن، وكتاب ألف سؤال وإشكال.
ثم أورد ابن كثير أحاديث موضوعة في فضائل معاوية، وانتقد بعضها ومال إلى تصحيح البعض، مع أنه يعرف أن الحفاظ اتفقوا على أنه لم يصح حديث