سالت عنكم يا بني مالك * في نازح الأرضين والدانية طرا فلم تعرف لكم نسبة * حتى إذا قلت بني...
قالوا فدع دارا على يمنة * وتلك ها دارهم ثانية فبلغت الأبيات مالكا فطلبه فهرب واتى البصرة فبعث إليه مالك من ضرب ظهر قدمه بعكاز لها زج مسموم فمات كما مر في صدر الترجمة.
هجاؤه صالح بن عطية الأضجم الأغاني بسنده: عرضت لدعبل حاجة إلى صالح بن عطية الأضجم فقصر عنها ولم يبلغ ما أحبه دعبل فيها فقال يهجوه:
أحسن ما في صالح وجهه فقس على الغائب بالشاهد وبعده بيت تركناه فتحمل عليه صالح بجماعة من إخوانه حتى كف عنه وعرض عليه قضاء الحاجة فأباها وقال فيه أيضا وخاطب فيها المعتصم:
قل للامام امام آل محمد * قول امرئ حدب عليك محام أنكرت ان تفتر عنك صنيعة * في صالح بن عطية الحجام ليس الصنائع عنده بصنائع * لكنهن طوائل الاسلام اضرب به جيش العدو فوجهه * جيش من الطاعون والبرسام هجاؤه رجلين من أهل حمص يقال لأحدهما أشعث وللآخر الصناع.
في الأغاني بسنده: نزل دعبل بحمص على قوم من أهلها فبروه ووصلوه سوى رجلين منهم يقال لأحدهما أشعث وللآخر الصناع فارتحل من حمص وقال فيهما يهجوهما ويمدح آل عيسى:
إذا نزل الغريب بأرض حمص * رأيت عليه عز الامتناع سمو المكرمات بال عيسى * أحلهم على شرف اليفاع ثم ذكر بيتا في هجاء أشعث وأبي الصناع نزهنا كتابنا عن ذكره وبعده:
فليس بصانع مجدا ولكن * أضاع المجد فهو أبو الضياع هجاؤه نصر بن بسام الأغاني بسنده: سال دعبل نصر بن منصور بن بسام حاجة فلم يقضها بشغل عرض له فقال يهجو بني بسام:
حواجب كالحبال سود * إلى عثانين كالمخالي وأوجه جهمة غلاظ * عطل من الحسن والجمال هجاؤه جارية عبثت به الأغاني بسنده عن أبي خالد الأسلمي الكوفي: اجتمعت مع دعبل في منزل بعض أصحابنا وعنده جارية صفراء فوقع لها العبث بدعبل فنهيناها عنه فما انتهت فقال اسمعوا ما قلت في هذه الفاجرة فقلنا قد نهيناها عنك فلم تنته فقال:
تخضب كفا قطعت من زندها * فتخضب الحناء من مسودها كأنها والكحل في مرودها * تكحل عينيها ببعض جلدها أشبه شئ استها بخدها فجلست الجارية تبكي واشتهرت الأبيات فما انتفعت بنفسها بعد ذلك اه. والابيات تدل على أن الجارية كانت سوداء والراوي يقول إنها صفراء فليلاحظ.
هجاؤه أخاه وزوجته وقال في أخيه رزين بن علي الخزاعي يهجوه كما في تاريخ دمشق:
مهدت له ودي صغيرا ونصرتي * وقاسمته مالي وبوأته حجري وقد كان يكفيه من العيش كله * رجاء وياس يرجعان إلى فقر وفيه عيوب ليس يحصى عدادها * فأصغرها عيبا يجل عن الفكر ولو انني أبديت للناس بعضها * لأصبح من بصق الأحبة في بحر فدونك عرضي فاهج حيا فان أمت * فاقسم الا ما فعلت على قبري وهجا امرأته فقال كما في تاريخ دمشق:
يا ركبتي جزر وساق نعامة * وزبيل كناس ورأس بعير يا من أشبهها بحمى نافض * قطاعة للظهر ذات زئير وبعدها ثلاثة أبيات اكتفينا عنها بما ذكر فلا تفاوت بينها وقال في جاريته غربال:
رأيت غربال قد أقبلت * فأبدت لعيني عن مبصقه قصيرة الخلق دحداحة * تدحرج في المشي كالبندقة كان ذراعا علا كفها * إذا حسرت ذنب الملعقة وأنف على وجهها ملصق * قصير المناخر كالفستقة في أبيات ثلاثة اخر اكتفينا عنها بما ذكر فكلها من واد واحد.
وله في الزطاطي:
شهدت الزطاطي في مجلسي * وقد كان عندي بغيضا مقيتا فقال اقترح بعض ما تشتهي * فقلت اقترحت عليك السكوتا وله فيمن استشفع به في حاجة فاحتاج إلى شفيع يشفع له:
يا عجبا للمرتجى فضله * لقد رجا ما ليس بالنافع جئنا به يشفع في حاجة * فاحتاج في الاذن إلى شافع وله في الجار:
أرى منا قريبا بيت زور * وزور لا يزور ولا يزار ولا يهدي ولا يهدى إليه * وليس كذلك في العرب الجوار وله أيضا:
أهملته حين لم أملك مقادته * ثم انقبضت بودي عنه وانقبضا وقلت للنفس تنساه متى نزحت * به النوى أو من القرن الذي انقرضا فما بكيت عليه حين فارقني * ولا وجدت له بين الحشي مضضا وقال في الهجو أيضا كما في تاريخ دمشق:
قوم إذا اكلوا أخفوا كلامهم * واستوثقوا من رتاج الباب والدار لا يقبس الجار منهم فضل نارهم * ولا تكف يد عن حرمة الجار وقال أيضا:
عدو راح في ثوب الصديق * شريك في الصبوح وفي الغبوق