النصري وهو رجل من الأزد لدعبل بن علي فهجاه وسبه فقال فيه دعبل:
وشاعر عرض لي نفسه * لخارك آباؤه تنمي يشتم عرضي عند ذكري وما * امسى ولا أصبح من همي فقلت لا بل حبذا أمه * خيرة طاهرة علمي كذبت والله على أمه * ككذبه أيضا على أمي العتاب في تاريخ بغداد بسنده اهدى بعض العمال إلى دعبل بن علي برذونا فوجده رديئا فرده وكتب إليه:
وأهديته زمنا فانيا * فلا للركوب ولا للثمن حملت على زمن شاعرا * فسوف تكافى بشعر زمن وفي الأغاني بسنده عن دعبل مدحت عبد الرحمن بن خاقان وطلبت منه برذونا فحمله إلي غامرا فكتب إليه:
حملت على قارح غامر * فلا للركوب ولا للثمن حملت على زمن طالع * فسوف تكافأ بشكر زمن فبعث إلي ببرذون غيره فاره بسرجه ولجامه وألف درهم.
وبسنده قدم صديق لدعبل من الحج فوعده ان يهدي له نعلا فأبطأت عليه فكتب إليه:
وعدت النعل ثم صدفت عنها * كأنك تبتغي شتما وقذفا فان لم تهد لي نعلا فكنها * إذا أعجمت بعد النون حرفا الرثاء قال في رثاء أهل البيت ع:
لا أضحك الله سن الدهر ان ضحكت * وآل احمد مظلومون قد قهروا مشردون نفوا عن عقر دارهم * كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفر وفي معجم الأدباء مما يختار من شعر دعبل قصيدته العينية التي رثى بها الحسين ع قال:
رأس ابن بنت محمد ووصيه * يا للرجال على قناة يرفع والمسلمون بمنظر وبمسمع * لا جازع من ذا ولا متخشع أيقظت أجفانا وكنت لها كرى * وأنمت عينا لم تكن بك تهجع كحلت بمنظرك العيون عماية * وأصم نعيك كل أذن تسمع ما روضة الا تمنت انها * لك مضجع ولخط قبرك موضع وقال يرثي الرضا ع كما في المناقب:
يا حسرة تتردد * وعبرة ليس تنفد على علي بن موسى بن * جعفر بن محمد وقال في رثاء الرضا ع:
الا أيها القبر الغريب محله * بطوس عليك الساريات هتون شككت فما أدري أمسقي شربه * فأبكيك أم ريب الردى فيهون أيا عجبا منهم يسمونك الرضا * وتلقاك منهم كلحة وغضون وقال في رثائه أيضا:
الا ما لعيني بالدموع استهلت * ولو فقدت ماء الشؤون لقرت على من بكته الأرض واسترجعت له * رؤوس الجبال الشامخات وذلت رثاؤه المطلب بن عبد الله الخزاعي في تاريخ دمشق لابن عساكر:
لما مات المطلب قال دعبل يرثيه:
مات الثلاثة لما مات مطلب * مات الحياء ومات الرعب والرهب لله أربعة قد ضمها كفن * أضحت يعزى بها الاسلام والعرب يا يوم مطلب أصحبت أعيننا * دمعا يدوم لها ما دامت الحقب هذي خدود بني قحطان قد لصقت * بالترب منذ استوى من فوقك الترب الأغاني علي بن سليمان الأخفش عن محمد بن يزيد المبرد قال دعبل يرثي ابن عم له قال المبرد ولقد أحسن فيها ما شاء والمرثي هو أبو القاسم المطلب بن عبد الله بن مالك:
كانت خزاعة ملء الأرض ما اتسعت * فقص مر الليالي من حواشيها هذا أبو القاسم الثاوي ببلقعة * تسفي الرياح عليه من سوافيها هبت وقد علمت أن لا هبوب به * وقد تكون حسيرا إذ يباريها اضحى قرى للمنايا إذ نزلن به * وكان في سالف الأيام يقريها الغزل من شعره في الغزل ما ذكر في الأغاني وهو قوله:
سرى طيف ليلى حين آب هبوب * وقضيت شوقا حين كاد يذوب فلم أر مطروقا يحل برحله * ولا طارقا يقرى المنى ويثيب محاورة بينه وبين جارية وفي تاريخ دمشق بينما دعبل جالس على باب داره بالكرخ إذ مرت جارية لابن الأحدب تخطر في مشيتها وتنظر في أعطافها وكانت شاعرة فقال لها:
دموع عيني بها انبساط * ونوم عيني به انقباض فقالت مسرعة:
ذاك قليل لمن دهته * بلحظها الأعين المراض فقال:
فهل لمولاتي عطف قلب * أم للذي في الحشي انقراض فقالت:
ان كنت تهوى الوداد منا * فالود في ديننا قراض قال فعدلت بها عن ذلك الروي فقلت:
أترى الزمان يسرنا بتلاق * ويضم مشتاقا إلى مشتاق فقالت:
ما للزمان يقال فيه وانما * أنت الزمان فسرنا بتلاق