له وجهان ظاهره ابن عم * وباطن وجهه ابن أبي عتيق يسرك مقبلا ويسوء غيبا * كذاك تكون أبناء الطريق وقال أيضا:
سمت المديح رجالا دون مالهم * ود قبيح وقول ليس بالحسن فلم أفز منهم الا بما حملت * رجل البعوضة من فخارة اللبن المناقضة والمهاجاة بينه وبين الشعراء ناقض دعبل الكميت وأبا تمام والثلاثة من مشاهير الشيعة السابقين في التشيع وكان أبو تمام صديق علي بن الجهم المغالي في نصبه وهذا من الغريب.
مناقضته مع الكميت في الأغاني كان دعبل شديد التعصب على النزارية للقحطانية وقال قصيدة يرد فيها على الكميت بن زيد ويناقضه في قصيدته المذهبة التي هجا بها قبائل اليمن: الا حييت عنا يا مرينا وفي موضع آخر من الأغاني يا ردينا وفي مروج الذهب يا مدينا فرأى النبي ص في النوم فنهاه عن ذكر الكميت بسوء وناقضه أبو سعد المخزومي في قصيدته وهاجاه كما يأتي في خبره مع أبي سعد.
وفي الأغاني أيضا بسنده عن القاسم بن مهرويه لم يزل دعبل عند الناس جليل القدر حتى رد على الكميت بن زيد: ألا حييت عنا يا مرينا وذلك بعد موت الكميت فكان ذلك مما وضعه اه.
وقصيدة الكميت أورد منها المسعودي في مروج الذهب هذه الأبيات وفيها تعريض باليمن فيما كان من امر الحبشة وغيرهم فيها:
ألا حييت عنا يا مدينا * وهل ناس تقول مسلمينا لنا قمر السماء وكل نجم * تشير إليه أيدي المهتدينا وجدت الله إذ سمى نزارا * واسكنهم بمكة قاطنينا لنا جعل المكارم خالصات * وللناس القفا ولنا الجبينا وما ضربت هجائن من نزار * فوالج من فحول الأعجمينا وما حملوا الحمير على عتاق * مطهرة فيلفوا مبلغينا وما وجدت بنات بني نزار * حلائل أسودين وأحمرينا أورد من قصيدة دعبل التي يرد فيها على الكميت هذه الأبيات وهي طويلة وفيها تعريض بما كان من مسخ من مسخوا قردة وخنازير:
أقلي من ملامك يا ظعينا * كفاك اللوم مر الأربعينا ألم تحزنك احداث الليالي * يشيبن الذوائب والقرونا أحيي الغر من سروات قومي * لقد حييت عنا يا مدينا فان يك آل إسرائيل منكم * وكنتم بالأعاجم فأخرينا فلا تنسى الخنازير اللواتي * مسخن مع القرود الخاسئينا بأيلة والخليج لهم رسوم * وآثار قدمن وما محينا وما طلب الكميت طلاب وتر * ولكنا لنصرتنا هجينا لقد علمت نزار ان قومي * إلى نصر النبوة فأخرينا وقال ابن أبي عيينة أيضا قصيدة يهجو بها نزارا فامر إسحاق بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وكان واليا على البصرة شاعرا يقال له الحسن بن زيد ويكنى أبا الذلفاء فنقض قصيدتي دعبل وابن أبي عيينة بقصيدة أولها:
أما تنفك متبولا حزينا * تحب البيض تعصي العادلينا ذكر ذلك أبو الفرج في الأغاني المهاجاة بينه وبين أبي تمام في الأغاني بسنده: مدح دعبل أبا نضير بن حميد الطوسي فقصر في امره فقال فيه دعبل:
أبا نصير تحلحل عن مجالسنا * فان فيك لمن جاراك منتقصا أنت الحمار حرونا ان وقعت به * وان قصدت إلى معروفه قمصا اني هززتك لا الوك مجتهدا * لو كنت سيفا ولكني هززت عصا فشكا أبو نضير إلى أبي تمام الطائي واستعان به عليه والعلاقة بين بني حميد وأبي تمام وثيقة فهو مادحهم احياء وأمواتا مع علاقة النسب ولا أنجع من تسليط شاعر على شاعر فقال أبو تمام يجيب دعبلا عن قوله ويهجوه ويتوعده:
أدعبل ان تطاولت الليالي * عليك فان شعري سم ساعة وما وفد المشيب عليك الا * بأخلاق الدناءة والوضاعة ووجهك ان رضيت به نديما * فأنت نسيج وحدك في الرقاعة ولو بدلته وجها بوجه * لما صليت يوما في جماعة ولكن قد رزقت له سلاحا * لو استعصيت ما أعطيت طاعة مناسب طئ فدعها * فليست مثل نسبتك المشاعة وروح منكبيك فقد أعيدا * حطاما من زحامك في خزاعة قال العنزي يقول انك تزاحم خزاعة تدعي انك منهم ولا يقبلونك اه. ومر في ترجمة أبي تمام انه كان صديق ابن الجهم وان دعبلا كان منافرا للكميت وان ذلك مما يتعجب منه والثلاثة عريقون في التشيع وابن الجهم عريق في النصب.
تاريخ دمشق بلغ دعبلا ان أبا تمام قد هجاه عند قوله قصيدته التي رد فيها على الكميت فقال أبو تمام:
تغضض للخطيئة ألف بيت * فذاك الحي يغلب ألف ميت كذلك دعبل يرجو سفاها * وحمقا ان ينال هدى الكميت فقال دعبل:
يا عجبا من شاعر مفلق * آباؤه في طئ تنمي أنبئته يشتم من جهله * أمي وما أصبح من همي فقلت لكن حبذا أمه * طاهرة زاكية علمي كذبت والله على أمه * ككذبه أيضا على أمي ولكن صاحب الأغاني قال إن هذه الأبيات له في الخاركي فذكرها مع بعض التغيير كما يأتي المهاجاة بينه وبين الخاركي النصري في الأغاني بسنده عن محمد بن أحمد بن أيوب: تعرض الخاركي