الوجه الثاني الروايات والأخبار وهي على طوائف. وقبل الإشارة إليها لا بد وأن نشير إلى نكتة: وهي أن ما هو المفيد، هو الخبر المتواتر الموجب للوثوق والاطمئنان والعلم العادي، ولو كان الخبر ضعيفا سنده، أو غير متواتر سندا، فلا يكفي الاعتماد عليه، لعدم حجية الخبر الواحد.
ثم إنه لا بد وأن يورث العلم المزبور، وإلا فمقتضى الآيات المستدل بها، عدم حجية الظواهر بما هي ظواهر، كما مر (1).
ويمكن أن يقال: لا بد وأن يكون الخبر المستند إليه في عدم حجية الخبر الواحد، واجدا للشرائط المقررة في الأخبار الآتية (2)، ولو كان فاقدا لتلك الشرائط، فلا يكون حجة، ولا يصلح للاعتماد عليه.
إذا عرفت ذلك فاعلم: أن أخبار المسألة مذكورة كلها في مقدمات كتاب " جامع الأحاديث " (3) للسيد الأستاذ الفقيه الكبير البروجردي (قدس سره) وهي على طوائف، نشير إليها إجمالا وإن كان قومنا غير ناقلين أخبار المسألة إلا الشيخ الأنصاري (4)، ذاهلين عن أن أمثال هذه المسائل الروائية، تحتاج إلى الغور في أخبارنا المجملة: