____________________
من إيراده تلك الشبهات، وكل من له مرتبة متوسطة في الحكمة يعلم دفعها وحلها، فضلا عن الراسخ القدم في الحكمة، المنشرح الصدر بنور الإيمان والمعرفة.
ومع ذلك ذكر الفخر الرازي - إمام المشككين - ما نقلناه عنه: أنه لو اجتمع الخلائق كلهم لم يجدوا مخلصا عن هذه الشبهات، إلا بما سماه الجواب الإلهي من القول بإبطال الحكمة وإنكار الغاية ونفي المرجح والسبب الذاتي لوجود الأشياء شغفا بمذهب أصحابه وترويجا له، من القول بالفاعل المختار والإرادة الجزافية، وذلك لقصوره وقصورهم عن إدراك الحكمة العلية، وعجزهم عن دفع الأوهام والشبهات في الأمور العقلية، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
الرابعة: قد يقال: إن الشيطان ليس له سلطان على عباد الله المخلصين، لقوله تعالى: «إن عبادي ليس لك عليهم سلطان» (1)، وقول الشيطان: «إلا عبادك منهم المخلصين» (2)، فما الفائدة في أمره سبحانه سيد أنبيائه وأخلص أصفيائه بقوله:
«فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم» (3)، وقوله: «قل أعوذ برب الناس» (4)؟ وكيف استعاذ منه سائر الأنبياء والمرسلين والأئمة المعصومين؟.
والجواب: أن الكلام في صحة الاستعاذة كالكلام في سائر الأدعية والعبادات التي جعلها الله سببا وواسطة لحصول الكمالات العاجلة والآجلة للعبد، فجعل الاستعاذة سببا لدفع سلطان الشيطان كما جعل الدعاء والعبادة سببا لجلب رضوان الرحمن آثر عليه السلام صيغة المتكلم مع غيره في الاستعاذة، إشعارا باشتراك سائر
ومع ذلك ذكر الفخر الرازي - إمام المشككين - ما نقلناه عنه: أنه لو اجتمع الخلائق كلهم لم يجدوا مخلصا عن هذه الشبهات، إلا بما سماه الجواب الإلهي من القول بإبطال الحكمة وإنكار الغاية ونفي المرجح والسبب الذاتي لوجود الأشياء شغفا بمذهب أصحابه وترويجا له، من القول بالفاعل المختار والإرادة الجزافية، وذلك لقصوره وقصورهم عن إدراك الحكمة العلية، وعجزهم عن دفع الأوهام والشبهات في الأمور العقلية، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
الرابعة: قد يقال: إن الشيطان ليس له سلطان على عباد الله المخلصين، لقوله تعالى: «إن عبادي ليس لك عليهم سلطان» (1)، وقول الشيطان: «إلا عبادك منهم المخلصين» (2)، فما الفائدة في أمره سبحانه سيد أنبيائه وأخلص أصفيائه بقوله:
«فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم» (3)، وقوله: «قل أعوذ برب الناس» (4)؟ وكيف استعاذ منه سائر الأنبياء والمرسلين والأئمة المعصومين؟.
والجواب: أن الكلام في صحة الاستعاذة كالكلام في سائر الأدعية والعبادات التي جعلها الله سببا وواسطة لحصول الكمالات العاجلة والآجلة للعبد، فجعل الاستعاذة سببا لدفع سلطان الشيطان كما جعل الدعاء والعبادة سببا لجلب رضوان الرحمن آثر عليه السلام صيغة المتكلم مع غيره في الاستعاذة، إشعارا باشتراك سائر