____________________
قول أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه: إذا اشتد الفزع فإلى الله المفزع (1).
ولأجل هذا كان سيد العابدين وأشرف الموحدين سلام الله عليه، يدعو بهذا الدعاء عند الجهد والبلاء، فيقول: (2). كلفته الأمر تكليفا: حملته إياه على مشقة، من الكلفة بالضم وهي المشقة، وسمي أمر الله تعالى ونهيه تكليفا، لما فيه من قهر الوهم والقوى البدنية عن مقتضيات طباعها، وفي ذلك كلفة على النفس المتعلقة بالبدن.
و «من» في قوله: «من نفسي»: مبينة ل «ما» من قوله: «ما أنت أملك به مني: والتقدير: كلفتني ما أنت أملك به مني من صلاح نفسي.
قال الرضي: إنما جاز تقديم «من» المبينة على المبهم في نحو «عندي من المال ما يكفي»، لأن المبهم الذي فسر ب «من» التبينية مقدم تقديرا، كأنك قلت: عندي شئ من المال ما يكفي (3).
ولما كان التكليف إنما يتعلق بالأفعال دون الذوات، كان قوله: «من نفسي» على تقدير مضاف، أي: من صلاح نفسي كما ذكرنا.
وملكت الشيء - من باب ضرب -: احتويته قادرا على الاستبداد به، فمعنى «أملك به مني» أقدر على الاستبداد به مني، وعداه بالباء لتضمينه معنى أولى، وفي نسخة «له» وهو الأصل. ولما كان العبد مكلفا بصلاح نفسه وتطهيرها من
ولأجل هذا كان سيد العابدين وأشرف الموحدين سلام الله عليه، يدعو بهذا الدعاء عند الجهد والبلاء، فيقول: (2). كلفته الأمر تكليفا: حملته إياه على مشقة، من الكلفة بالضم وهي المشقة، وسمي أمر الله تعالى ونهيه تكليفا، لما فيه من قهر الوهم والقوى البدنية عن مقتضيات طباعها، وفي ذلك كلفة على النفس المتعلقة بالبدن.
و «من» في قوله: «من نفسي»: مبينة ل «ما» من قوله: «ما أنت أملك به مني: والتقدير: كلفتني ما أنت أملك به مني من صلاح نفسي.
قال الرضي: إنما جاز تقديم «من» المبينة على المبهم في نحو «عندي من المال ما يكفي»، لأن المبهم الذي فسر ب «من» التبينية مقدم تقديرا، كأنك قلت: عندي شئ من المال ما يكفي (3).
ولما كان التكليف إنما يتعلق بالأفعال دون الذوات، كان قوله: «من نفسي» على تقدير مضاف، أي: من صلاح نفسي كما ذكرنا.
وملكت الشيء - من باب ضرب -: احتويته قادرا على الاستبداد به، فمعنى «أملك به مني» أقدر على الاستبداد به مني، وعداه بالباء لتضمينه معنى أولى، وفي نسخة «له» وهو الأصل. ولما كان العبد مكلفا بصلاح نفسه وتطهيرها من