____________________
وقوله عليه السلام: «ولا يؤمن إلا غالب على مغلوب» أي: لا ينفذ إلا أمان الغالب على المغلوب، فإذا آمن غالب أحدا فلا يكون لأحد من مغلوبيه أن ينقض (1) ويرد عليه أمانه.
وقوله: «ولا يعين إلا طالب على مطلوب» من أعانه على كذا أي: سلطه عليه وملخص المعنى: أن الطلب سبب التسلط على المطلوب لأن الدعاء من أسباب حصول البغية ونيلها، انتهى كلامه.
قلت: لا يخفى من سياق الكلام أن هذه الفقرات الثلاث كالتعليل لمتلوها من الفقرات الثلاث، التي هي قوله عليه السلام: «ومن يؤمنني منك وأنت أخفتني إلى آخرها...»، فإنه لما نفى المؤمن والمساعد والمقوي له، حال كونه سبحانه هو المخيف والمفرد والمضعف له، أراد أن يبين وجه ذلك كالمستدل عليه بقوله: «لا يجير يا إلهي الا رب على مربوب»، فهو استئناف تعليلي، فيكون تقدير المعنى: لأنه لا يستطيع أن يمنع من أحد، ويقوى على الإجارة والإغاثة منه، إلا قادر عليه مالك له كالرب من المربوب، فإنه قادر على أن يمنع ويغيث منه دون العكس إذ لا يستطيع أن يمنع مربوب من رب ويغيث منه لعدم قدرته عليه، وكذلك لا يستطيع أن يؤمن إلا غالب من مغلوب لقهره وتسلطه عليه، ولا يستطيع أن يعين إلا طالب على مطلوب لقدرته عليه، فإذا كنت أنت الرب ومن سواك مربوب، وأنت الغالب ومن سواك مغلوب، وأنت الطالب ومن عداك مطلوب، فمن يجيرني عليك ومن يؤمنني منك ومن يعينني عليك. هذا ما يقتضيه سوق العبارة من المعنى.
وما ذكره السيد المشار إليه وإن كان في نفسه معنى صحيحا لا غبار عليه، لا يقتضيه المقام اقتضاء أوليا ولا يناسبه مناسبة تامة.
وقوله: «ولا يعين إلا طالب على مطلوب» من أعانه على كذا أي: سلطه عليه وملخص المعنى: أن الطلب سبب التسلط على المطلوب لأن الدعاء من أسباب حصول البغية ونيلها، انتهى كلامه.
قلت: لا يخفى من سياق الكلام أن هذه الفقرات الثلاث كالتعليل لمتلوها من الفقرات الثلاث، التي هي قوله عليه السلام: «ومن يؤمنني منك وأنت أخفتني إلى آخرها...»، فإنه لما نفى المؤمن والمساعد والمقوي له، حال كونه سبحانه هو المخيف والمفرد والمضعف له، أراد أن يبين وجه ذلك كالمستدل عليه بقوله: «لا يجير يا إلهي الا رب على مربوب»، فهو استئناف تعليلي، فيكون تقدير المعنى: لأنه لا يستطيع أن يمنع من أحد، ويقوى على الإجارة والإغاثة منه، إلا قادر عليه مالك له كالرب من المربوب، فإنه قادر على أن يمنع ويغيث منه دون العكس إذ لا يستطيع أن يمنع مربوب من رب ويغيث منه لعدم قدرته عليه، وكذلك لا يستطيع أن يؤمن إلا غالب من مغلوب لقهره وتسلطه عليه، ولا يستطيع أن يعين إلا طالب على مطلوب لقدرته عليه، فإذا كنت أنت الرب ومن سواك مربوب، وأنت الغالب ومن سواك مغلوب، وأنت الطالب ومن عداك مطلوب، فمن يجيرني عليك ومن يؤمنني منك ومن يعينني عليك. هذا ما يقتضيه سوق العبارة من المعنى.
وما ذكره السيد المشار إليه وإن كان في نفسه معنى صحيحا لا غبار عليه، لا يقتضيه المقام اقتضاء أوليا ولا يناسبه مناسبة تامة.