رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٤
اللهم أنت عدتي إن حزنت، وأنت منتجعي إن حرمت، وبك استغاثتي إن كرثت، وعندك مما فات خلف، ولما فسد صلاح، وفيما أنكرت تغيير فامنن علي قبل البلاء بالعافية، وقبل الطلب بالجدة، وقبل الضلال بالرشاد، واكفني مؤنة معرة العباد، وهب لي أمن يوم المعاد، وامنحني حسن الإرشاد.
____________________
وهالكة: أي غير ناجية.
قيل: الهلاك في الأصل: انتهاء الشيء إلى الفساد.
وقال أمين الإسلام أبو علي الطبرسي: أصل الهلاك: الضياع، وهو مصير الشيء بحيث لا يدري أين هو، ولهذا يقال للكافر: هالك وللميت هالك وللمعذب هالك (1).
وفي القاموس: الهالكة: النفس الشرهة (2)، أي: الشديدة الحرص.
وإرادة هذا المعنى هنا صحيح.
وأو: بمعنى إلا الاستثنائية، و «أن» مضمرة بعدها، وهي الناصبة للفعل.
والمعنى: إلا أن تعصمها، أي: تقيها وتحفظها فلا تكون هالكة.
وأن والفعل مؤول بمصدر معطوف على مصدر متصيد من اسم الفاعل المتقدم، أي: ليكونن هلاك لنفسي أو عصمة منك لها، والله أعلم.
العدة بالضم: ما أعددته وهيأته لحوادث الدهر من المال والسلاح.
وحزن حزنا من باب تعب، والاسم الحزن بالضم فهو حزين. ويتعدى في لغة قريش بالحركة، يقال: حزنني الأمر يحزنني - من باب قتل - وفي لغة تميم بالألف، فيقال: أحزنني الأمر.
ومنع أبو زيد استعمال الماضي من الثلاثي متعديا، فقال: لا يقال: حزنه، وإنما

(١) مجمع البيان: ج ٢ - ١ ص ٢٨٨.
(٢) القاموس المحيط: ج ٣ ص ٣٢٥.
(٣٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 ... » »»
الفهرست