رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٣
اللهم صل على محمد وآله واجعل أوسع رزقك علي إذا كبرت، وأقوى قوتك في إذا نصبت، ولا تبتليني بالكسل عن عبادتك، ولا العمى عن سبيلك، ولا بالتعرض لخلاف محبتك، ولا مجامعة من تفرق عنك، ولا مفارقة من اجتمع إليك.
____________________
الجعل: بمعنى التصيير المتعدي إلى مفعولين، وهما هنا المنصوبان بعده، أولهما:
أوسع، والثاني: الظرف أعني «علي»، وهو متعلق بمحذوف أي: كائنا علي، لأن مفعولي التصيير في الأصل مبتدأ وخبر، والظرف إذا وقع خبرا لا يكون الا مستقرا.
وإذا: ظرف للفعل مضمن معنى الشرط، وما قبلها هو الجواب في المعنى، كما في قولك: أكرمني إذا جئتك.
وقول بعض القاصرين: «إذا» نصبت ظرفية مجردة عن معنى الشرط ثاني مفعولي اجعل بمعنى صير، الناصب لأوسع على أنه الأول، خبط صريح، وكيف تقع إذا المنصوبة على الظرفية ثاني مفعولي اجعل؟ ووقوعها مفعولا عند من زعمه يستلزم خروجها عن الظرفية.
وأما قوله بعد ذلك: أو مجردة عن الظرفية أيضا على تقدير مضاف لأوسع لئلا يلزم الإخبار باسم الزمان عن اسم العين، فالتقدير: اجعل وقت أوسع رزقك وقت كبري، فهو تعسف شديد وتكلف ما عليه مزيد، ولا داعي إليه أصلا.
أما أولا: فالقول بخروج «إذا» عن الظرفية خلاف قول الجمهور.
قال ابن هشام: والجمهور على أن «إذا» لا تخرج عن الظرفية (1).
وقال الرضي: إخراج «إذا» عن الظرفية قليل (2).
والتخريج على الأمور البعيدة والأوجه الضعيفة وترك الوجه القريب والقوي، من الجهات التي يجب على المعرب احترازها.

(1) المغني: ص 129.
(2) شرح الكافية في النحو للرضي: ج 2 ص 103.
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»
الفهرست