____________________
ودفع بأن التكرير لا يصلح لذلك، لكونه أمرا معنويا فلا ينوب عن اللفظ المحذوف ثم يرد نحو «ثم ارجع البصر كرتين» (1)، لأنه مصدر مثنى فيه معنى التكرير ولم يجب حذفه.
قال الرضي: ليس وقوع المصدر مثنى من المصادر التي يعرف بها وجوب حذف فعله، سواء كان المراد بالتثنية التكرير نحو «ثم ارجع البصر كرتين» أي: رجعا كثيرا مكررا، أو كان لغير التكرير نحو ضربته ضربتين أي: مختلفتين، بل الضابط لوجوب الحذف في هذا وأمثاله إضافة إلى الفاعل أو المفعول (2).
وبيانه: أنه لما كان حق الفاعل والمفعول به أن يعمل فيهما الفعل ويتصلابه، واستحسن حذف الفعل في هذا وأمثاله، بقي المصدر مبهما لا يدرى ما تعلق به من فاعل أو مفعول، فذكر ما هو مقصود المتكلم من أحدهما بعد المصدر ليختص به، فلما تبين بعد المصدر بالإضافة قبح إظهار الفعل بل لم يجز ويقدر عامل لبيك من معناها وعامل سعديك من لفظها.
والكاف فيهما في موضع المفعول، لأن المعنى لزوما وانقيادا لإجابتك ومساعدة لما تحبه.
وزعم الأعلم أن الكاف حرف الخطاب لا موضع لها من الإعراب كهي في ذلك، وحذفت النون لشبه الإضافة، ولأن الكاف تطلب الاتصال بالاسم كاتصالها باسم الإشارة والنون تمنعها من ذلك فخذفت (3).
ورد بأن وقوع الاسم الظاهر وضمير الغائب موضع الكاف في قوله: قلبي يدي مسود، وقوله لبيه: لمن يدعوني، يبطل كونها حرفا.
قوله عليه السلام: «ها أنا ذا يا رب مطروح بين يديك» هذه الجملة يحتمل أن
قال الرضي: ليس وقوع المصدر مثنى من المصادر التي يعرف بها وجوب حذف فعله، سواء كان المراد بالتثنية التكرير نحو «ثم ارجع البصر كرتين» أي: رجعا كثيرا مكررا، أو كان لغير التكرير نحو ضربته ضربتين أي: مختلفتين، بل الضابط لوجوب الحذف في هذا وأمثاله إضافة إلى الفاعل أو المفعول (2).
وبيانه: أنه لما كان حق الفاعل والمفعول به أن يعمل فيهما الفعل ويتصلابه، واستحسن حذف الفعل في هذا وأمثاله، بقي المصدر مبهما لا يدرى ما تعلق به من فاعل أو مفعول، فذكر ما هو مقصود المتكلم من أحدهما بعد المصدر ليختص به، فلما تبين بعد المصدر بالإضافة قبح إظهار الفعل بل لم يجز ويقدر عامل لبيك من معناها وعامل سعديك من لفظها.
والكاف فيهما في موضع المفعول، لأن المعنى لزوما وانقيادا لإجابتك ومساعدة لما تحبه.
وزعم الأعلم أن الكاف حرف الخطاب لا موضع لها من الإعراب كهي في ذلك، وحذفت النون لشبه الإضافة، ولأن الكاف تطلب الاتصال بالاسم كاتصالها باسم الإشارة والنون تمنعها من ذلك فخذفت (3).
ورد بأن وقوع الاسم الظاهر وضمير الغائب موضع الكاف في قوله: قلبي يدي مسود، وقوله لبيه: لمن يدعوني، يبطل كونها حرفا.
قوله عليه السلام: «ها أنا ذا يا رب مطروح بين يديك» هذه الجملة يحتمل أن