فما أنا بأول راغب رغب إليك فأعطيته وهو يستحق المنع ولا بأول سائل سالك فأفضلت عليه وهو يستوجب الحرمان.
____________________
وقد استعملوها حيث لا يصح اليد، يقال: بسط اليأس كفيه في صدري، فجعلت لليأس - الذي هو من المعاني لا من الأعيان - كفان، ومن لم ينظر في علم البيان عمي عن تبصر محجة الصواب في تأويل أمثال هذه الآية، ولم يتخلص من يد الطاعن إذا عبثت به (1) انتهى.
حملته على الدابة: أركبته عليها، ثم استعمل في المعاني فقيل: حملته على الفعل أي: أغريته به، وحملته على الفضل أي: عاملته به، كأنه لم يكن قادرا على ذلك من نفسه فأقدرته عليه كما يفعل بالمحمول على الدابة. والغرض سؤاله تعالى أن يحمله بكرمه على ابتدائه بالفضل، ولا يحمله بعدله على استحقاقه بما عساه صدر عنه من ذنب، فإنه لا يستحق بمقتضى العدل إلا الحرمان والمنع، وهذا من لطيف ما تعد به النفس لاستنزال الرحمة الإلهية.
الفاء: للتعليل، والمعنى: افعل بي ذلك، إذ لست بأول راغب رغب إليك إلى آخره. ووهم من قال: إنها لمجرد الترتيب.
وأفضل عليه إفضالا: تفضل وتطول. وهذا استعطاف بما جرى في العادة أن يستعطف به أهل العواطف والرحمة من الكلام، أي: إن إعطاءك للراغب إليك في حال استحقاقه المنع، وإفضالك على سائلك في حال استيجابه للحرمان، أمر متعارف جرت عادتك به وألفه منك عبادك، ولست أول من تفعل به ذلك فأكون بدعا سائلا لأن تفعل بي ما لم تفعله بأحد قبلي.
حملته على الدابة: أركبته عليها، ثم استعمل في المعاني فقيل: حملته على الفعل أي: أغريته به، وحملته على الفضل أي: عاملته به، كأنه لم يكن قادرا على ذلك من نفسه فأقدرته عليه كما يفعل بالمحمول على الدابة. والغرض سؤاله تعالى أن يحمله بكرمه على ابتدائه بالفضل، ولا يحمله بعدله على استحقاقه بما عساه صدر عنه من ذنب، فإنه لا يستحق بمقتضى العدل إلا الحرمان والمنع، وهذا من لطيف ما تعد به النفس لاستنزال الرحمة الإلهية.
الفاء: للتعليل، والمعنى: افعل بي ذلك، إذ لست بأول راغب رغب إليك إلى آخره. ووهم من قال: إنها لمجرد الترتيب.
وأفضل عليه إفضالا: تفضل وتطول. وهذا استعطاف بما جرى في العادة أن يستعطف به أهل العواطف والرحمة من الكلام، أي: إن إعطاءك للراغب إليك في حال استحقاقه المنع، وإفضالك على سائلك في حال استيجابه للحرمان، أمر متعارف جرت عادتك به وألفه منك عبادك، ولست أول من تفعل به ذلك فأكون بدعا سائلا لأن تفعل بي ما لم تفعله بأحد قبلي.