رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٧
اللهم احلل ما عقد وافتق ما رتق، وافسخ ما دبر وثبطه إذا عزم، وانقض ما أبرم.
____________________
الربانية المستظهر به تعالى على الشيطان في تحصيلها وتحقيقها، حتى لا يصده عنها أو يلحد فيها.
حل العقدة حلا - من باب قتل -: نقضها، وعقد الحبل عقدا - من باب ضرب -:
شده.
وفتقه فتقا - من باب قتل -: شقه ورتقه رتقا - من باب قتل -: ضمه ولأمه وألحمه، أي: أبطل ما أحكمه من المكايد، وأرفع (1) ما قرره من المفاسد. واستعمال الأفعال المذكورة في هذه المعاني استعارة تبعية.
قال الزمخشري في الأساس: ومن المجاز: فلان حلال العقد كاف للمهمات (2).
وفسخ الرأي - من باب نفع - نقضه، وفسخ تدبيره: أفسده، وأصل الفسخ إزالة الشيء عن موضعه. ومن غريب ما وقع لبعض المترجمين.
هنا أنه قال: اتفقت النسخ على فتح السين من قوله «وأفسخ ما دبره» وضابطة القاموس تقتضي الضم انتهى.
يشير إلى ما ذكره صاحب القاموس في أول الكتاب، حيث قال: وإذا ذكرت المصدر مطلقا، أو الماضي بدون الآتي ولا مانع، فالفعل على مثال كتب (3) انتهى.
وقال في مادة (ف س خ) الفسخ: الضعف، والجهل، والطرح، وإفساد الرأي، والنقض (4). فذكر المصدر مطلقا، وهو يقتضي أن يكون الفعل منه على مثال كتب. هذا معنى قول المترجم: «وضابطة القاموس تقتضي الضم». وهو

(١) (ج): أدفع.
(٢) أساس البلاغة: ص ١٤٠.
(٣) القاموس المحيط: ج ١ ص ١٩.
(٤) القاموس المحيط: ج ١ ص ٢٦٦.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست