رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٤٨٤
ولا تجعل لفاجر ولا كافر علي منة، ولا له عندي يدا، ولأبي إليهم حاجة، بل اجعل سكون قلبي وأنس نفسي، واستغنائي وكفايتي، بك وبخيار خلقك، اللهم صل على محمد وآله، واجعلني لهم قرينا، واجعلني لهم نصيرا.
____________________
فجر العبد فجورا - من باب قعد -: عصى وفسق وكذب وزنى، فهو فاجر.
قال الزمخشري في الفائق: وأصل الفجر: الشق، وبه سمي الفجر كما سمي فلقا، والعاصي فاجر لأنه شاق لعصا الطاعة (1).
وعرفوا الفجور بأنه هيئة حاصلة للنفس، بها تباشر أمورا على خلاف الشرع والمروة.
وكفر بالله يكفر - من باب قتل - كفرا وكفرانا بضمهما: جحده، وأصل الكفر:
التغطية والستر، يقال: الليل كافر لأنه يستر الأشياء بظلمته، وفلان كفر النعمة:
إذا سترها ولم يشكرها.
والكفر في الشرع: عبارة عن جحد ما أوجب الله تعالى معرفته، من توحيده وعدله ومعرفة نبيه وما جاء به من أركان الشرع، فمن جحد شيئا من ذلك كان كافرا.
وقيل: هو إنكار ما علم بالضرورة مجيء الرسول صلى الله عليه وآله به.
والمنة: النعمة، اسم من من عليه: بمعنى أنعم، أو من من عليه: بمعنى عدد له ما فعله معه من الصنائع، مثل أن يقول: أعطيتك وفعلت لك، وهو تكرير وتعيير تنكسر منه القلوب فلهذا نهى الشارع عنه بقوله: «لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى» (2)، ومنه قولهم: المنة تهدم الصنيعة، وكلا المعنيين محتمل هنا.
واليد: النعمة والإحسان، سميت باسم الجارحة لأن العطاء يكون بها.

(1) الفائق ج 3 ص 90.
(2) سورة البقرة: الآية 264.
(٤٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 478 479 480 481 483 484 485 486 487 488 489 ... » »»
الفهرست