____________________
المبين - على ذرية آدم بالإغواء والوسوسة، بحيث يراهم من حيث لا يرونه.
فالجواب عنها: أن نفوس أفراد البشر في أول الفطرة ناقصة بالقوة، ومع ذلك بعضها خيرة نورانية شريفة بالقوة، مائلة إلى الأمور القدسية، عظيمة الرغبة إلى الآخرة، وبعضها خسيسة الجواهر ظلمانية شريرة بالقوة، مائلة إلى الجسمانيات، عظيمة في إيثار الشهوة والغضب، فلو لم يكن الإغواء ولا طاعة النفس والهوى، لكان ذلك منافيا للحكمة لبقائهم على طبقة واحدة من نفوس سليمة ساذجة، فلا تتمشى عمارة الدنيا بعدم النفوس الجاسية (1) الغلاظ العمالة في الأرض لأغراض دنية عاجلة، ألا ترى إلى ما روي من قوله تعالى في الحديث القدسي: إني جعلت معصية آدم سببا لعمارة العالم (2)، وما روي أيضا في الخبر: لولا أنكم تذنبون لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون (3).
وأما الشبهة السابعة، وهي السؤال عن الفائدة في إمهاله إلى يوم الوقت المعلوم.
فالجواب عنها: بمثل ما ذكرناه، فإن بقاءه تابع لبقاء النوع البشري بتعاقب الأفراد، وهو مستمر إلى يوم القيامة، فكذلك وجب استمراره لأجل أدائه الفائدة التي ذكرناها في وجوده ووجود وسوسته إلى يوم الدين.
وقوله: «أليس بقاء العالم على الخير خيرا من امتزاجه بالشر؟» قلنا: فإذا لم يكن دنيا، فالدنيا ممزوجة بالشر، ولو كان كلها خيرا لكان وجودها خيرا من عدمها، لكنها جسر يعبر به الناس إلى الآخرة ووسيلة إلى الخير الأخروي والدائم، والعالم الذي لا يتطرق إليه الشرور والآفات عالم آخر إليه رجعي الطاهرات من نفوسنا، وهذا اللعين مع اشتهاره بالعلم في غاية الجهل المركب بالعناد، كما يظهر
فالجواب عنها: أن نفوس أفراد البشر في أول الفطرة ناقصة بالقوة، ومع ذلك بعضها خيرة نورانية شريفة بالقوة، مائلة إلى الأمور القدسية، عظيمة الرغبة إلى الآخرة، وبعضها خسيسة الجواهر ظلمانية شريرة بالقوة، مائلة إلى الجسمانيات، عظيمة في إيثار الشهوة والغضب، فلو لم يكن الإغواء ولا طاعة النفس والهوى، لكان ذلك منافيا للحكمة لبقائهم على طبقة واحدة من نفوس سليمة ساذجة، فلا تتمشى عمارة الدنيا بعدم النفوس الجاسية (1) الغلاظ العمالة في الأرض لأغراض دنية عاجلة، ألا ترى إلى ما روي من قوله تعالى في الحديث القدسي: إني جعلت معصية آدم سببا لعمارة العالم (2)، وما روي أيضا في الخبر: لولا أنكم تذنبون لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون (3).
وأما الشبهة السابعة، وهي السؤال عن الفائدة في إمهاله إلى يوم الوقت المعلوم.
فالجواب عنها: بمثل ما ذكرناه، فإن بقاءه تابع لبقاء النوع البشري بتعاقب الأفراد، وهو مستمر إلى يوم القيامة، فكذلك وجب استمراره لأجل أدائه الفائدة التي ذكرناها في وجوده ووجود وسوسته إلى يوم الدين.
وقوله: «أليس بقاء العالم على الخير خيرا من امتزاجه بالشر؟» قلنا: فإذا لم يكن دنيا، فالدنيا ممزوجة بالشر، ولو كان كلها خيرا لكان وجودها خيرا من عدمها، لكنها جسر يعبر به الناس إلى الآخرة ووسيلة إلى الخير الأخروي والدائم، والعالم الذي لا يتطرق إليه الشرور والآفات عالم آخر إليه رجعي الطاهرات من نفوسنا، وهذا اللعين مع اشتهاره بالعلم في غاية الجهل المركب بالعناد، كما يظهر