رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٠

____________________
وفي قبضتك: أي في ملكك، وأصله من القبض وهو الإمساك باليد. وقد تقدم الكلام عليه مبسوطا في الروضة السادسة (1).
والناصية: الشعر المسترسل في مقدم الرأس.
قال الطبرسي: سمي شعر مقدم الرأس ناصية لاتصاله بالرأس، من قولهم:
ناصى يناصي مناصاة: إذا وصل (2).
وفي تفسير النيسابوري: الناصية: شعر الجبهة، وقد يسمى مكان الشعر ناصية (3).
وقال الأزهري: الناصية عند العرب: منبت الشعر في مقدم الرأس لا الشعر، وإنما تسميه العامة باسم منبته (4)، انتهى.
وهو الصحيح، يدل على ذلك أنهم سموا كل موضع من الرأس باسم يخصه، فقالوا لمقدم الرأس: ناصية، وللبياضين الذين يكتنفانها: نزعتان، ولمؤخر الرأس:
قفا، وما بين النزعتين والقفا: جانبان، ولما أحاط به ذلك: وسط الرأس، لكنهم استعلموا الناصية في شعر مقدم الرأس استعمالا فاشيا تسمية له باسم محله، فقالوا:
جز ناصيته وأخذ بناصيته.
ومعنى ناصيتي بيدك: أني تحت قدرتك وتسخيرك، فهو تمثيل لقدرته سبحانه عليه يصرفه كيف يشاء غير مستعص عليه، كما قال تعالى: «ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها» (5) أي: إلا هو مالك لها قادر عليها يصرفها على ما يريد بها.
قال المفسرون: هو تمثيل لغاية التسخير ونهاية التذليل، وكان العرب إذا أسر

(١) ج ٢ ص ٢٢٢.
(٢) تفسير مجمع البيان: ج ٩ - ١٠ ص ٥١٣.
(٣) تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان: ج 3 ذيل: آية 15 من سورة العلق.
(4) تهذيب اللغة: ج 12 ص 244.
(5) سورة هود: الآية 56.
(٤٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 ... » »»
الفهرست