____________________
قوله عليه السلام: «وبيدك جميع ذلك السبب» أي: في قدرتك وتصرفك.
وذلك: إشارة إلى ما تقدم ذكره من الإجارة والأمان والإعانة.
والسبب: اسم لما يتوصل به إلى المقصد، وهو عطف بيان لذلك، ولما كان المشار إليه من الأمور المذكورة أسبابا يتوصل بها إلى النجاة من سخطه تعالى، بينه بعطف السبب عليه إيضاحا له، كقوله تعالى: «ذلك الكتاب» (1) في بعض الوجوه.
وقوله: «وإليك المفر والمهرب» أي: إليك الفرار والهرب، وهما مصدران ميميان بمعنى، وعطف الثاني على الأول من عطف الشيء على مرادفه، نحو: «عوجا ولا أمتا» (2)، وفائدته التأكيد لأن ذكر الشيء مرتين يفيد التأكيد.
قال بعض العارفين: اعلم أن فرار العبد إلى الله تعالى على مراتب: فأولها:
الفرار من بعض آثاره إلى بعض، كالفرار من أثر غضبه إلى أثر رحمته، كما قال تعالى حكاية عن المؤمنين في التضرع إليه: «ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا» (3) الآية، فكأنهم لم يروا إلا الله تعالى وأفعاله، ففروا من بعضها إلى بعض.
الثانية: أن يفنى العبد عن مشاهدة (4) الأفعال، ويترقى في درجات القرب والمعرفة إلى مصادر الأفعال وهي الصفات، فيفر من بعضها إلى بعض، كما ورد عن زين العابدين عليه السلام: «اللهم اجعلني أسوة من قد أنهضته بتجاوزك عن مصارع المجرمين فأصبح طليق عفوك من أسر سخطك» (5).
والسخط والعفو صفتان، فاستعاذ بإحداهما من الأخرى.
الثالثة: أن يترقى عن مقام الصفات إلى ملاحظة الذات، فيفر منها إليها،
وذلك: إشارة إلى ما تقدم ذكره من الإجارة والأمان والإعانة.
والسبب: اسم لما يتوصل به إلى المقصد، وهو عطف بيان لذلك، ولما كان المشار إليه من الأمور المذكورة أسبابا يتوصل بها إلى النجاة من سخطه تعالى، بينه بعطف السبب عليه إيضاحا له، كقوله تعالى: «ذلك الكتاب» (1) في بعض الوجوه.
وقوله: «وإليك المفر والمهرب» أي: إليك الفرار والهرب، وهما مصدران ميميان بمعنى، وعطف الثاني على الأول من عطف الشيء على مرادفه، نحو: «عوجا ولا أمتا» (2)، وفائدته التأكيد لأن ذكر الشيء مرتين يفيد التأكيد.
قال بعض العارفين: اعلم أن فرار العبد إلى الله تعالى على مراتب: فأولها:
الفرار من بعض آثاره إلى بعض، كالفرار من أثر غضبه إلى أثر رحمته، كما قال تعالى حكاية عن المؤمنين في التضرع إليه: «ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا» (3) الآية، فكأنهم لم يروا إلا الله تعالى وأفعاله، ففروا من بعضها إلى بعض.
الثانية: أن يفنى العبد عن مشاهدة (4) الأفعال، ويترقى في درجات القرب والمعرفة إلى مصادر الأفعال وهي الصفات، فيفر من بعضها إلى بعض، كما ورد عن زين العابدين عليه السلام: «اللهم اجعلني أسوة من قد أنهضته بتجاوزك عن مصارع المجرمين فأصبح طليق عفوك من أسر سخطك» (5).
والسخط والعفو صفتان، فاستعاذ بإحداهما من الأخرى.
الثالثة: أن يترقى عن مقام الصفات إلى ملاحظة الذات، فيفر منها إليها،