رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٦٧
اللهم وإن كانت الخيرة لي من عندك في تأخير الأخذ لي وترك الانتقام ممن ظلمني إلى يوم الفصل ومجمع الخصم، فصل على محمد وآله، وأيدني منك بنية صادقة وصبر دائم.
____________________
وقوله: «واستعملني بالذي (1) هو أسلم» أي: اجعلني عاملا بالعمل الذي هو أكثر الأعمال سلامة من الآفات المبطلة للعمل. وحذف الموصوف هنا ليس لقصد التعميم كما في الفقرة السابقة، بل للإيذان بالغنى عن التصريح به لغاية ظهوره، لا سيما بعد ذكر الاستعمال.
الخيرة بكسر الخاء وسكون الياء المثناة من تحت: اسم من الاختيار، كالفدية اسم من الافتداء، وبفتح الياء بمعنى الاختيار.
وقيل: هي بالسكون اسم من خار الله لك أي: أعطاك ما هو خير لك، وبالفتح اسم من اختاره الله.
وقيل: هما بمعنى واحد، أي، إن كان الخير لي أو الاختيار لي عندك، أي: في حكمك.
قال الفيومي في المصباح: وتكون عند بمعنى الحكم، يقال: هذا عندي أفضل من هذا، أي: في حكمي (2).
في تأخير الأخذ لي: أي استرجاع حقي منه أو عقابه لأجلي، من أخذه الله بذنبه عاقبه عليه.
وترك الانتقام: أي إسقاط المعاقبة. وأصل الترك استعماله في الأعيان، يقال: تركت المنزل تركا: رحلت عنه، وتركت الرجل: فارقته، ثم استعير للإسقاط في المعاني، فقيل: ترك حقه: إذا أسقطه، وترك ركعة من الصلاة: لم يأت بها، فإنه إسقاط لما ثبت شرعا.

(١) هكذا في الأصل ولكن في المتن «واستعملني بما هو أسلم».
(٢) المصباح المنير: ص 590.
(٦٧)
مفاتيح البحث: الخصومة (1)، الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 73 ... » »»
الفهرست