____________________
ومنحة لا محنة.
الظلول: الكينونة بالنهار.
والمبيت: الكينونة بالليل.
يقال: ظل يظل ظلولا من باب تعب وباب يبيت مبيتا وبيتوتة ومباتا، وظل يفعل كذا: إذا فعله نهارا، وبات يفعل كذا: إذا فعله ليلا، ولا يقال بات بمعنى نام، ولا يشترط فيه عدم النوم أيضا، فقول الضراء: بات الرجل: إذا سهر الليل كله في طاعة أو معصية (1). خطأ صريح، بل هو أعم من أن يكون حصل منه نوم أولا، ألا ترى إلى قولهم: بات فلان عند امرأته: إذا حصل عندها ليلا سواء وقع منه نوم أولا.
وقول بعضهم: لا يكون المبيت إلا مع سهر الليل، لقوله تعالى: «والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما» (2) وقولهم بات يرعى النجوم. ليس بشيء، لأن السهر إنما استفيد من الخبر، إذ الساجد والقائم ليلا وراعي النجوم لا يكون إلا ساهرا.
وأما يبيتون وبات فلا يدل إلا على الكينونة بالليل مطلقا، فكما يصح أن تقول: بات زيد ساهرا، يصح أن تقول:
بات زيد نائما، وقد جمع المعنيين قول الشريف الرضي:
أتبيت ملآن الجفون من الكرى * وأبيت منك بليلة الملسوع فقوله عليه السلام: «ظللت فيه أو بت فيه» أي: كنت فيه نهارا، أو كنت فيه ليلا من هذه العافية، والظرفية مجازية بتشبيه ملابسة كونه وحصوله للعافية في الاجتماع معها بملابسة المظروف للظرف، فتكون لفظة «في» استعارة تبعية، ولك أن تشبه العافية بما يكون محلا وظرفا للشيء على طريق الاستعارة بالكناية، ويكون
الظلول: الكينونة بالنهار.
والمبيت: الكينونة بالليل.
يقال: ظل يظل ظلولا من باب تعب وباب يبيت مبيتا وبيتوتة ومباتا، وظل يفعل كذا: إذا فعله نهارا، وبات يفعل كذا: إذا فعله ليلا، ولا يقال بات بمعنى نام، ولا يشترط فيه عدم النوم أيضا، فقول الضراء: بات الرجل: إذا سهر الليل كله في طاعة أو معصية (1). خطأ صريح، بل هو أعم من أن يكون حصل منه نوم أولا، ألا ترى إلى قولهم: بات فلان عند امرأته: إذا حصل عندها ليلا سواء وقع منه نوم أولا.
وقول بعضهم: لا يكون المبيت إلا مع سهر الليل، لقوله تعالى: «والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما» (2) وقولهم بات يرعى النجوم. ليس بشيء، لأن السهر إنما استفيد من الخبر، إذ الساجد والقائم ليلا وراعي النجوم لا يكون إلا ساهرا.
وأما يبيتون وبات فلا يدل إلا على الكينونة بالليل مطلقا، فكما يصح أن تقول: بات زيد ساهرا، يصح أن تقول:
بات زيد نائما، وقد جمع المعنيين قول الشريف الرضي:
أتبيت ملآن الجفون من الكرى * وأبيت منك بليلة الملسوع فقوله عليه السلام: «ظللت فيه أو بت فيه» أي: كنت فيه نهارا، أو كنت فيه ليلا من هذه العافية، والظرفية مجازية بتشبيه ملابسة كونه وحصوله للعافية في الاجتماع معها بملابسة المظروف للظرف، فتكون لفظة «في» استعارة تبعية، ولك أن تشبه العافية بما يكون محلا وظرفا للشيء على طريق الاستعارة بالكناية، ويكون