اللهم لا أشكوا إلى أحد سواك، ولا استعين بحاكم غيرك حاشاك.
____________________
كره الشيء إليه تكريها: أي مكروها، من كرهه ضد أحبه، ولما كان في التكريه معنى إنهاء الكراهة وإيصالها إليه استعملها بكلمة إلى.
والرواية المشهورة ببناء أظلم الأول للمفعول والثاني للفاعل، أي: كما بغضت إلي أن يظلمني أحد فاحفظني من أن أظلم أحدا، وفي رواية بالعكس، والمعنى ظاهر.
حصر عليه السلام شكواه إليه تعالى واستعانته به، استنزالا لرحمته سبحانه بالالتجاء بمقام الصبر، الذي هو ترك الشكوى إلى الخلق والاستعانة بهم، ودفعا لتوهم السامعين منافاة دعائه على ظالمه للصبر المحمود من مثله، فإن الشكوى إلى الله تعالى والاستعانة به دون أحد من الخلق هو عين الصبر على البلوى حتى يأذن الله بإزالة الشكوى.
وهذا كما حكى الله تعالى عن يعقوب عليه السلام حين قالوا له: «تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين * قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله» (1)، فإنهم لما قالوا له عجبا من دعواك الصبر، وأنت لا تزال تذكر يوسف سرا وعلانية حتى تكون دنف الجسم مخبول العقل أو تكون ميتا من الهالكين، قال: هذا الحزن والذكر لا ينافيان الصبر، لأنه ترك الشكوى إلى الخلق، وأنا لا أشكو إلى الخلق وإنما أشكو بثي وحزني إلى الله، ليزيل عني الشكوى ويرحمني.
وقوله: «حاشاك»: أي سبحانك، أي: أنزهك تنزيها لائقا بك عن أن أستعين بحاكم غيرك، وقد مر نظير ذلك في الدعاء الثاني عشر (2).
والرواية المشهورة ببناء أظلم الأول للمفعول والثاني للفاعل، أي: كما بغضت إلي أن يظلمني أحد فاحفظني من أن أظلم أحدا، وفي رواية بالعكس، والمعنى ظاهر.
حصر عليه السلام شكواه إليه تعالى واستعانته به، استنزالا لرحمته سبحانه بالالتجاء بمقام الصبر، الذي هو ترك الشكوى إلى الخلق والاستعانة بهم، ودفعا لتوهم السامعين منافاة دعائه على ظالمه للصبر المحمود من مثله، فإن الشكوى إلى الله تعالى والاستعانة به دون أحد من الخلق هو عين الصبر على البلوى حتى يأذن الله بإزالة الشكوى.
وهذا كما حكى الله تعالى عن يعقوب عليه السلام حين قالوا له: «تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين * قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله» (1)، فإنهم لما قالوا له عجبا من دعواك الصبر، وأنت لا تزال تذكر يوسف سرا وعلانية حتى تكون دنف الجسم مخبول العقل أو تكون ميتا من الهالكين، قال: هذا الحزن والذكر لا ينافيان الصبر، لأنه ترك الشكوى إلى الخلق، وأنا لا أشكو إلى الخلق وإنما أشكو بثي وحزني إلى الله، ليزيل عني الشكوى ويرحمني.
وقوله: «حاشاك»: أي سبحانك، أي: أنزهك تنزيها لائقا بك عن أن أستعين بحاكم غيرك، وقد مر نظير ذلك في الدعاء الثاني عشر (2).